*إلى كل حر في ربوع الوطن ومن حولنا على المستوى الإقليمي والدولي، إلى كل ضمير حي ما زال يشعر بإنتمائه للإنسانية، إلى كل أبٍ وأم يرجو أن يكون ابنه أو ابنته من الصفوة ونخبة المجتمع، إلى كل منظمة ترعى حقوق الإنسان والعلم، إلى الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة خاصة منظمة العلوم والتربية والثقافة "اليونيسكو"،إلى من نحن عملاء وخونة باسمها ولها "الشرعية"، إلى قوى التحالف ومركز الملك سلمان للإغاثة.
أناشدكم جميعاً باسم العملاء والخونة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة صنعاء الالتفات لما يحصل في جامعة صنعاء وأساتذتها.
فقد أُهينت جامعتنا، وأصبحت ملاذاً للفاسدين، ووكراً للميليشيات والمسلحين، وأُهين فيها الأساتذة والطلاب والمُدرسين.
إلتحق بالجامعة غير المؤهلين فقط يحق له ذلك لأنه ينتمي إلى البطنين فلا يحتاج إلى شهادة أو اختبار أو تحسين.
صُدِرت أملاك الجامعة وأموالها، وسخرت في سبيل الدفاع عن الوطن للمجاهدين. ولذا فلا يحق لنا نحن العملاء والخونة من أساتذة وطلاب ومُدرسين أن نطالب بحقنا في العيش الكريم بعد أن قُطِعت أرزاقنا، وحُصِرت أفكارنا، وجُمِع علينا نار الحرب والتشريد وأكثرنا الآن استنفذ ما عنده من خيارات حتى يؤمن قوت يوم لأطفاله وذويه .
تحول أستاذ الجامعة من مهابة العلم وجلالته إلى عامل طوبٍ، أو بائع قات، هذا لمن كان من العملاء والخونة، أما من كان مع الوطن ويُدافع ضد العدوان فإنه وبكل فخر قد استبدل شهادة الدكتوراة بسلاح الكلاشنكوف، والقلم بالرصاص، والوقار بالبلطجة.
والتعيينات في جامعة صنعاء قد أصبحت من نصيب هؤلاء الارذال المُخلصين فهم اليوم من يقودوا الجامعة وينظموا إدارتها، ويعملوا بكل إخلاص في جمع كل فلسٍ إلى خزينة السيد حتى تُنفق على الأخيار المجاهدين.
أما نحن العملاء والخونة الذين لا همّ لهم إلا الحفاظ على الحد الأدنى من مهابة العلم وكرامة العلماء، قد عدمنا الوسائل، واستنفذنا الخيارات، صبرنا طويلاً من دون مرتبات، وذهبنا إلى قاعات المحاضرات مشياً على الأقدام لأننا لم نعد قادرين على دفع أجرة السيارات، وإذا أردنا أن نجهز للمحاضرات فإنا نستعين بظلام الكهف الذي امتد من جبال مران إلى صنعاء ووصل إلى تعز فكان صادعاً ولم نعد نحتاج إلى الكهرباء، ولا إلى الماء، وعن قريب لا نحتاج إلى الطعام. يكفينا عن ذلك كله سماع كلمة السيد على الشاشات،وطواف مشرفيه علينا في ممرات الجامعات فنحُس بأنفاسهم،ونتكئ على وجودهم فذلك يُقوينا في الصمود أمام الجوع والعطش والظلام.
*باسم العملاء والخونة أُناشدكم،واستصرخ ضمير الإنسانية فيكم، وما لله من جلال في قلوبكم، وبذرة السلام التي نعمل على غرسها في أبناءنا وطلابنا .
من جديد قُطعت أرزاقنا، وصُدرت حُرياتنا، وحُرفت الجامعة عن مسارها ووظيفتها، ومازلنا إلى الآن نقاوم ونؤدي عملنا في القاعات، لكن صبرنا بدأ ينفذ والحياة بدأت تفلت من بين أيدي أطفالنا وأيدينا.
نقول لكم بوضوح:
الجوع يُحاصرنا، والحوثي والمخلوع لا همّ له إلا معركته الخاسرة في دمار البلد، لا يعنيه العلم والتعلم ولذلك فقد كانت أول مسيرته هدم المدارس، ودور القرآن والمساجد، والآن الجامعات عبر سلبها أدواتها وأهم هذه الأدوات هو الأستاذ والطالب.
أحدنا نحن العملاء والخونة يرهن تلفونه بُغية تأمين عشاء أولاده، والآخر بعد أن اختار العمل الحُر فقدهُ و لم يَعُد متوفراً له بسبب ركود الأعمال وخوف أرباب العمل.
نحن العملاء والخونة نقول لعبدربه منصور هادي وحكومته:
عالجوا قضية أساتذة الجامعات كما عالجتم قضايا أخرى، فمنّا المُشرد خارج الوطن ومن دون مرتب، والغالبية العظمى منّا ما يزال يحرص على مقاومة الخوف والجوع ليؤدي عمله خدمةً للوطن عبر تعليم أبناءنا ونشر الوعي فيما بينهم.
نحن العملاء والخونة نناشد زملاءنا في جامعات العالم التضامن معنا والوقوف إلى جانب جامعة صنعاء لتستعيد هيبتها، ويستعيد الأكاديميون فيها كرامتهم، ويعودوا إلى ممارسة أعمالهم بالجدارة التي عُرفت عنهم.
*باسم العملاء والخونة أُناشد كل الكتاب والمفكرين والصحفيين التضامن مع قضيتنا ونشر كل ما يُحاك ضدنا وجامعتنا، فالجامعة هي المكان الذي يَحُج إليه كل اليمنيين من أجل التعلم ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال خاضعة لطائفة أو حزب أو شريحة معينة في المجتمع، إنها من أجل اليمن واليمنيين جميعاً.
أكاديمي بجامعة صنعاء.