من على قناة "الميادين" إحدى الأذرع الإعلامية للنظام الإيراني قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي يوم الإثنين 19-12-2016م "إن السعودية وأميركا ليس لهما علاقة بالنفوذ الإيراني في اليمن"، ولسنا مع ذلك بالفعل إلا أن كلامه باطل أُريد به باطل، فوقاحة الفرس وتدخلهم في شؤون اليمن بلغت مبلغاً لا يطاق، لإيمانهم خطأً بأن اليمن قد اختُزلت في جماعة أسمها الحوثيين وصار اليمنيون جملةً قطاعا بشرياً هواماً ليس لهم قرار، وأرضاً بوراً ليس لها مالك وصارت استحقاقاً داخل في ملكية عبدة النار وأحفاد أبو لؤلؤة المجوسي.
عداء وحقد تاريخي لليمن منذ معركة القادسية الأولى التي أسقطت إمبراطورية الفرس في السنة 16 للهجرة بقيادة سعد بن أبي وقاص الذي كان معظم جيش القادسية الذي يقوده من اليمن، ولأن قادسية صدام الثانية لم تخل من مشاركة الجيش اليمني في ثمانينيات القرن العشرين بقيادة علي صالح قبل أن ينسلخ عن جلده القومي اليمني ويلبس عباءة المجوس التي غيرت روحه حتى فاح منها العفونة والنتن.
إيران تصر بوقاحة على هيمنتها ونفوذها على اليمن يقول قاسمي «إذا كان هناك نفوذ إيراني في اليمن فلا علاقة لأحد بذلك»، صفاقة منهم وعمى لوكلائهم، الذين يعملون على تنفيذ تلك السياسة والنفوذ في البلدان العربية، يتوالدون ويتكاثرون كالبكتيريا الخبيثة التي تتحوصل في غشاءٍ تفرزه عند الشعور بالخطر وتظهر بعد انقضاءه لتعود لنفس الممارسة والسلوك لأغراض بعيدة عن قيم الدين وأخلاقه الإنسانية، في منأى عن الشعوب ومعاناتها الحقيقية، فهم مشغولون فقط وعلى الدوام بشيءٍ واحدٍ يبدو أنه قضيتهم المحورية وتفوق كل هموم وآمال ومتاعب الملايين من العرب والمسلمين في اليمن وغيرها من الشعوب، الشيء الأوحد الذي تهتم به تلك البكتيريا هي سموها وتسلطها على الآخرين وسيادتها بكل السُبل مهما كانت النتائج.
كما يضيف قاسمي بغباءٍ تاريخيٍ عميق " إن نفوذ إيران باليمن لا يعني حضورها بل هو مرتبط بالتاريخ والثقافة منذ الماضي" قاصداً بالعلاقة التاريخية نزلاء السجون واللصوص وقطاع الطرق الذين بعثتهم فارس لمساندة سيف بن ذي يزن لمحاربة الأحباش في اليمن الذين صاروا كالفطر الذي خالط المجتمع اليمني وغير لونه وعيونه العربية إلى عيون زرق وخضر وسحنته الحنطية إلى سحنة صفراء فاقع لونها أولئك الذين عرفوا "بالأبناء " في بعض مناطق العاصمة صنعاء ولازالوا هم الحالمين بعودة امبراطريتهم حتى اليوم وتناسى هذا الوقح أن اليمن وشعبها القحطاني عُرفوا بحضارتهم وتاريخهم ودولتهم المركزية أحياناً والمتعددة والمتوازية أحايين كثيرة، حيث امتدت إلى ما وراء فارس شرقاً وإلى مملكة أكسوم في أثيوبيا وأفريقيا غرباً وشذبت أصالتهم المجتمعات وغرست معالمها الإنسانية والحضارية وبنت قلاعها وآثارها حتى الأندلس غرباً قبل أن تعرف فارس وإيران بمئات السنين.
المعركة الراهنة ذات أبعاد تاريخية تحفها دعاوى وأقنعة دينية وعرقية ومذهبية ليس لها صلة بالدين أو العترة وبيت الرسول لأنهم منا تاريخاً وديناً وعرقاً وجغرافيا، ولذا فإن إيران تهتم وتسعي للهيمنة على اليمن لأنها معقل العروبة والمدد التاريخي لقضايا الإسلام والعرب والمسلمين، والمخزون البشري الذي تقوى به الإسلام في شتى مراحله، والحضارة التي رضعت منها جل شعوب الجزيرة والخليج.
أصالة وحقيقة وليس ادعاء فأول من سكن مكة إلى جوار نبي الله إسماعيل هم الجراهمة القحطانيون فهم أصلها وسكانها وأصل المدينة المنورة هما قبيلتا الأوس والخزرج اليمانيتين الذين نصروا الرسول وآووه بعد أن حاربته قريش وطردته من أرضه ودياره، وأصل سكان الشام أبنا جفنه والغساسنة ملوك الشام وكذلك العراق وفقاً لما أورده الدكتور سهيل الفتلاوي في كتابه "النظام القبلي في اليمن" وعليه فهم منا ونحن منهم وليس لإيران وفرسها ونارها بيننا وفينا موطئا ومكانا، ولقاسمي وغيره نقول ما قاله شاعر الوطن اليمني الفضول رحمه الله:
أيها الشرُ المغيرُ.. أرضنا أرض تحدٍ
كل شر تحدى الخير فيها انصرعا
كم أبيِّ قبلنا فيها أبى.. أن يرى للقهر فيها ملعبا
فإذا ما البغي فيها طالبا.. فيئه في الظل لاقى اللهبا