يعدّ العلم والأخلاق معاً من أهم ركائز المجتمعات وعناصر نهضة الأمم والشعوب، فالعلم يبني الأفراد والمجتمعات، ويسّهل لهم أمور حياتهم، والأخلاق تحصن الفرد، وتقوي المجتمعات، وتحميها، لا أثر طيب للعلم دون أخلاق، والأخلاق والقيم الوعاء الحافظة والراعية للعلم.
ما أمسنا اليوم للأخلاق لتجاوز ما نحن فيه لننهض.. مشروعنا الوطني والدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة هو مشروع أخلاقي قبل أن يكون سياسيا.
دولة النظام والقانون تحتاج لأخلاق لاحترام وتطبيق القانون والالتزام بالنظام.
إن فقد المواطن أخلاقة يتحول لعنصري أو طائفي أو مناطقي، وإن فقد للعلم يتحول لأداة سهلة لتسخيرها لخدمة أعداء قضيته، والقضية العادلة هي قضية أخلاقية، أن فقد أصحابها أخلاقهم، فقدت عدالتها.
المسئول بدون أخلاق، مشكلة وأزمة في حياة الأمة، يتسبب في تراكم المآسي وتفاقم الأزمات.
الاقتصاد بدون أخلاق يتحول لاحتكار، يعصر حياة المواطن ويمتص رحيق مجهوده، يربح على حساب خسارة المواطن والوطن.
المقاومة بدون أخلاق، تتحول لمجموعة لصوص ومقاولين، تجعل النصر هزيمة.
العسكري بدون أخلاق، يتحول لأجير للاذا والانتهاكات، و وسيلة للظلم والاضطهاد، وقاتل تحت الطلب.
والمدرس والأكاديمي والمثقف، دون أخلاق أداة للهدم وتدمير للعقول، وتجهيل للأمة، وتمزيق النسيج الوطني والاجتماعي والتعصب الفكري والعقائدي، ونبت بذور الفتن والصراعات السلبية المدمرة.
والداعية دون أخلاق، جريمة يبرمج العقول للضلال والتعصب، ويصنع بيئة حاضنة للإرهاب.
والإعلام دون أخلاق تدليس وكذب وتزوير ومغالطة وخلط الأوراق، تمجيد الطغاة والمستبدين، وتبديد أحلام وأمال وطموحات الأمة.
والسلطة دون أخلاق دون ضمير وطني، تتحول لاستبداد وطغيان وحرمان وتصادر الحقوق وتنتهك الحرمات.
كارثة الأوطان، حلفاء الزمان والمكان عديمو الأخلاق، مستثمرو الأزمات، ومستغلو الفرص لخدمة الأجندات أللا وطنية، وطن حينها لن تفارقه العمليات الإرهابية، وسيسمع فيه من حين لآخر دوي الانفجاريات.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم... فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
كما قال احمد شوقي (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)