;
موسى العيزقي
موسى العيزقي

في ذكرى اغتيال الحلم اليمني..! 1074

2016-10-12 13:34:55


 ثمة رجالٍ وطنيون مخلصون يتربعون على قلوبنا، ويحتلون مساحاتٍ شاسعة في بهو التاريخ الفسيح، ورغم أن أدوارهم وعطاءهم وقدراتهم أكبر من مواقعهم ومناصبهم وألقابهم إلا أن الزمان لم يضق بهم، وتواضعهم أوصلهم لمرتبة النجوم التي تعطي دون مقابل، ويعد الرئيس الأسطورة(إبراهيم الحمدي) واحداً من هؤلاء الرجال الأفذاذ وبدون منازع.. فهو الوحيد في هذا الوطن الذي لم يختلف عليه اثنان.. ولم يزايد أحد على وطنيته ومواقفه الصادقة تجاه القضايا الوطنية.. إنه شخصية الإجماع الوطني في أي مرحلة من مراحل التاريخ اليمني المعاصر..
***
الحديث عن الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي حديث ذو شجون، فالحديث عنه حديث عن نشأة الدولة اليمنية الحديثة، فقد تولى زمام الحكم في اليمن في العام 1974م في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية غاية في التعقيد، لاسيما والأمور كانت تتجه إلى غير مسارها، أبان حكم القاضي/ عبد الرحمن الإرياني الذي رأى ضرورة التخلي عن الحكم حفاظاً على مصلحة الوطن وتكريساً لمبادئ وأهداف ثورتي (26 سبتمبر، و14 إكتوبر).
***
كان الفقيد الحمدي وطنياً محنكاً، نشأ في بيت بسيط ومتواضع في منطقة قعطبة بمحافظة إب، علمته الحياة البسيطة التي تربى عليها المعاني الأولى للوطنية، وتعمق في وجدانه الثورة وحب والعروبة والقومية،كما رسخت في نفسه وعقله حلمه بأن يصبح اليمن شيئاً أخر ما هو عليه في ظل الأمامية الحميدية..
كل ذلك رسخ وعيه الفكري والسياسي وموقفه الوطني والقومي والإنساني، وحب اليمن وكل اليمنيين .
***
حلمه بدولة يعتمد فيها مواطنوها على أنفسهم.. بدلاً من أن يكونوا عالةً على الآخرين، ينتظرون المساعدات، ويطلبون المعونات.. فبدأ بتطبيق ذلك على أرض الواقع من خلال تشجيع ودعم الأهالي لإنشاء ما كان يعرف بـ(اتحاد التعاونيات).. والذي كان إنشاؤه بمثابة إيذان رسمي ببدء مرحلة العمل والبناء الحقيقي والتشييد والتعمير الفعلي. وقد آتت تلك الجمعيات ثمارها من خلال إنشاء العديد من المرافق التعليمية، وإنشاء الطرق، وتوفير مياه الشرب النقية، والتشجير والإنارة وغيرها من المنجزات التاريخية الكبيرة التي تحققت في فترة وجيزة من حكم الحمدي التي لم تدم لثلاث سنوات ..حيث كانت البلاد في بداية عقد السبعينات من القرن العشرين تفتقر إلى الكثير من المتطلبات الأساسية للبناء والتنمية ابتداء من البنى التحتية المتمثلة في الطرق والمياه والكهرباء، والخدمات العامة المتمثلة في التعليم والصحة، ووضع الدولة وإمكانياتها خلال تلك الفترة لم تكن مهيأة ولا قادرة على القيام بتنفيذ كل مشاريع البنى التحتية والخدمات على مستوى كل المحافظات..
***
حظي ( الحمدي) بحب واحترام غالبية أبناء الشعب اليمني.. الذين وجدوا فيه صفات القائد الحقيقي مثل (القدرة والكفاءة والنزاهة( إضافة إلى (التواضع والصدق والبساطة)،وهي صفات قلما نجدها اليوم في عالم الزعامة والقيادة، الأمر الذي مكنه من إحراز ثقة الناس، وصار الجميع ينظر إليه بتفاؤل كبير أثناء معايشتهم له قبل أن تطاله يد الغدر والخيانة لتنال منه ومن حلمه، ومن مشروعه لتدفن أحلام الشعب وآماله في مقبرة (الشهداء) في 11 أكتوبر 1977 بصنعاء.
***
سعى قاتلوه إلى طمس تاريخه ، وتغييبه عن المشهد نهائياً حتى جاءت الثورة الشبابية السلمية في الـ 11 من فبراير لتعيد الحمدي إلى المشهد بقوة.. حيث رُفعت صوره في العديد من المظاهرات والمسيرات ، إضافة إلى تخصيص إحدى الجمع الثورية باسمه، وإذاعة حلقات تلفزيونية تاريخية عنه وعن فترة حكمه ولأول مرة تبثها قناة ( اليمن) الرسمية.. بعدما عمد رأس النظام السابق على طمس تاريخ الحمدي وإخفاء صوره واسمه من كل ما له صلة بعهده وبمنجزاته.. التي نراها اليوم في الساحة اليمنية من تعبيد وإنشاء الطرق وبناء المنشآت الحيوية في قطاعات الدولة المختلفة، من ثمرات خير الحمدي..
***
أثبتت الأحداث الأخيرة أن الرئيس الراحل الشهيد (إبراهيم الحمدي) هو القائد التاريخي، والزعيم الحقيقي في اليمن.. وقبل كل شي هو إنسان يمني أحب شعبه فأحبوه، فترجم ذلك الحب من خلال أقواله وأفعاله.. فكان حلمه الأول والأخير بناء الدولة اليمنية القوية التي تتسع للجميع، وتحتوي الجميع، دون استثناء لأحد.
لقد رحل الحمدي في عام 1978م إثر حادثة اغتيال مدبرة، ورحلت معه آمال اليمنيين وأحلامهم في بناء الدولة اليمنية الحديثة.. فكم نحن بحاجة ماسة هذه الأيام إلى رجل شجاع ووطني كإبراهيم الحمدي يعيد لهذا الوطن مجده وعزته، وللمواطن كرامته وعزته .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد