📖 قال تعالى:[ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ]000 إلى قوله تعالى:[ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُون()قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيِهْدِين()فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖفَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ() وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِين() وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ() ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ]
" الشعراء: 52 - 66 ".
🔴 كانت عصا موسى - عليه السلام- تلك هي جنده ووزارة دفاعه وهي سلاحه الخفيف والثقيل وهي حرسه الشخصي بعد الله سبحانه، تفعل فعلها بإذن الخالق المالك المتصرف، والوحي السماوي شاهد بذلك كما هي الآيات في سورها القرآنية، وكان هذا هو السبب الرئيس الذي جعل فرعون الطاغية أن يعزم على قتل موسى -عليه السلام- والذين آمنوا معه من القدامى الجدد نتاج حادثة يوم الزينة وثمرة السحر والسحر المضاد، والعزم الجازم على إبادتهم عن بكرة أبيهم، فكان الوحي إلى موسى للنجاة بنفسه وقومه ودينه من بين أيدي العنف والإرهاب والقتل، قال تعالى: [ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ].
🔴 وأنَّى للقوة الفرعونية الباغية أن تستطيع إدراك كليم الله موسى -عليه السلام- ومن آمن معه من بني إسرائيل، حتى وإن أدركوهم مسافة، فأنَّى لهم الوقوف أمام قدرة الله رب موسى وهارون؟ ومن أين لبشريتهم المحضة المناوئة لله في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات أن تستمر في طغيها وبغيها إلى ما لا نهاية ؟ فلا بد لها من خاتمة مناسبة ومساوية.
🔴[ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖفَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم]، إنها عصا موسى! إنها العصا التي جعلتها القدرة الإلهية الغوث المُنجي، والمدد الإلهي، والدعم الرباني للجمع الإيماني، ترجمة عملية للثقة المطلقة التي اعتقدها موسى الرسول ومعه هارون، وأبداها لربه ولأتباعه بوثوق أن الله سيهديه وسيجعل له المخرج العاجل وقد حصل !.
🔴 لا بد لفرعون وهامان وجنودهما خاتمة حتمية مخزية مؤلمة ؟! لتكون النتيجة العامة أن موسى -عليه السلام- وأتباعه هم الناجون لا محالة، وفرعون وجنوده هم المغرقون لا محالة ؟! [ وأنجينا مُوسَى ومَنْ مَعَهُ أجْمَعِين() ثُم أغْرَقنا الآخَرِين ]، وهكذا الوحي من الله إلى الإنسان يصنع الإيمان والرجال الفرائد، والإيمان بالله يصنع الثقة المطلقة بالله، والثقة المطلقة بالله تصنع القوة الإبجابية المثمرة في عالم الارض والإنسان.
أستاذ مشارك - كلية الآداب - جامعة تعز
د. عبدالواسع هزبر
ثقة باللهِ مُطْلَقة يَصنَعها مُوسى الرَّسُول مَع رَبِّه4 1238