في أحوالنا الجارية والدامية ثمة حقائق يجب أن تقال وإن كانت مؤلمة وصادمة، ومنها أن هناك أناساً قد تجردوا من إنسانيتهم وأخلاقهم، وإلا كيف نفسر ما جرى ويجري لنا كيمنيين من بعضنا البعض؟ وكيف نسمح لأنفسنا أن نكيل بمكيالين في ما يتعرض له إخواننا المدنيين في كل مناطق اليمن و بجرائم عدة وإن اختلف مسماها ووسيلتها، من اعتداءات و قتل وتدمير المنازل والاختطاف القسري ونهب الممتلكات؟ مع العلم أن المبادئ الإنسانية لا تجزأ ولا يتعامل معها بعين عوراء.
ومن الحقائق المؤلمة أيضا أن هناك تفتيت متعمد لنسيج المجتمع، في ظل تعالي منسوب الكراهية والحقد علی حساب المحبة والتسامح، وأن هناك استهداف للهوية الوطنية اليمنية، لتحل مكانها هويات ثانية.
وفي كل ذلك ثمة حقيقة أكثر إيلاماً وهي أنه لا يوجد ما يلوح في الأفق القريب من أمل لتجاوز هذه الحقائق أو معالجتها وإنهاء مسبباتها، بل يمكن القول إن هناك تمترسا ورفضا وعنادا من قبل من كانوا السبب في وجود هذه الحقائق للاستمرار في وجودها، و التي يدفع ثمنها المواطن اليمني دون التفريق بين مذهبه أو انتمائه الجغرافي أو السياسي.
اللهم غيّر نفوسنا إلی المحبة والتسامح و أصلح أحوالنا إلي الخير والسلام.
د. وديع العزعزي
حقائق مؤلمة في أحوالنا الجارية 1049