هذه من أكثر المرات التي تمنيت فيها أن أكون ضابطاً في الجيش.
كانت سمعة العسكرية اليمنية في القيعان وانهار الشرف العسكري حتى آخر القطرات.
أن ترتدي البزة العسكرية كانت إساءة بالغة للرجولة والشرف.
صورة الجندي اليمني، رافعاً يده للتفتيش في بوابة المعسكر، كانت تلاحق الجندي اليمني وتسلبه رجولته.
البدلة العسكرية أشبه ببدلة سجين بتهمة تتعلق بالشرف.
الرتب العسكرية تحولت إلى وشم عبودية والبنادق على الأكتاف ليست أكثر من علامة على الرق.
وجاء الشدادي وإخوانه
غسلوا العار كله دفعة واحدة.
رفعوا الشرف العسكري من الوحل وأعادوه كما لم يكن من قبل.
حين تنظر إلى صورة البطل تتقمصك البطولة وتشعر بالجلال وتجد نفسك تدق التحية.
صار الشعب اليمني كله ينظر إلى الطير الجمهوري على الأكتاف ويتمنّى لو كان يجلس على كتفيه.
الشدادي لم يقاتل الإمامة فقط.. لقد قاتل كبطل ليعيد تعريف العسكرية ونقاء السلاح وشرف الجندية وتكاليف القيادة.
كان في مهمة تتعلق بالطير الجمهوري.
وقد أعاده محلقاَ في السماء حتى تمنّى الجميع لو كان طيراً على الكتف أو كتفاً تحمل الطير.
كتبت قبل زمن أن آخر رتبة عسكرية هي تلك التي علقها القشيبي على كتفيه.
لقد كنت مخطئاً.
لقد كان الشدادي هو نبي العسكرية الجديد ورجلها الذي منحها الطهارة والنقاء.
لقد مات الشدادي ومن بين دمائه سيولد الجيش.
محمد العمراني
الشدادي ورفاقه رفعوا الشرف العسكري 990