معرفة مقدار القوة التي تملك والتي تحتاج لاستخدامها في وقت الأزمات تعد جزءا حيويا من أصل القوة المطلوب تفعليها في مواجهة القوة المضادة، الأشقاء اليمنيون الذين يقيمون بيننا مكرمين معززين عاملين ليس لنا عليهم منة، فحق الأخ على الأخ أمر لا يقدر بأجر عمل أو غرفة آمنة للمبيت، لا يهم كم عدد اليمنيين في المملكة فرقم عدد من الملايين لا يعني شيئا، انه فقط عدد يعبر عن الحاجة أو كرم الضيافة، خاصة وان سبب التواجد -بهذا العدد الكثير- مازال قائما "حرب الشرعية ضد التمرد"، فالمقدار الذي نريد معرفته مدى رغبة أبناء اليمن السعيد في المملكة في المشاركة الفعلية في دحر الانقلابيين وهزيمتهم وطردهم من كل أرض اليمن.
المجلس الشعبي المقترح يتطلب تسميه رئيس له وأعضاء مهمته الأساسية ان يحضر الأشقاء اليمنيون في المملكة لتولي مهمة النهوض ببلدهم العزيز، وتكون المملكة ومؤسساتها الرسمية والخاصة ميدان تدريب، فاليمن يحتاج للطبابة والتعليم والاستخبارات والشرطة والدبلوماسية، فالانتظار حتى يتم التخلص تماما من الانقلابيين والعودة لبلد تم تفريغه من الخبرات والمؤسسات الحيوية القادرة على الإعداد والتدريب سوف يعسر مهمة إعادة الحياة في اليمن العزيز.
الأزمة اليوم جعلت المواطن السعودي وشقيقه اليمني في خندق واحد، وأرست كذلك هذه الأزمة ثقافة المصير الواحد، وهذان البلدان جوارهما طبيعة ثابتة وليست مصطنعة، فهذا الواقع حق وحقيقة، حق لأن إنكاره باطل، وحقيقة يعد تجاوزها خدعة خبيثة، فلا اليمني يرضى بالباطل ولا السعودي يقبل على نفسه الخديعة، فلتحقيق غايات هذا المصير المشترك علينا أن نجعل من هذه الأزمة فرصة مناسبة لبناء مجهودات مشتركة تحقق تطلعات شعبين عايشوا بحق معنى وحدة المصير، فاليمني وجوده في المملكة ليس منافسة السعودي في سوق العمل أو جمع ثروة تعرف طريق الحوالات للبنوك الأجنبية، بل وجود يناضل من أجل عودة اليمن لأهله وصناعة تنميته التي تعود على المواطن اليمني بالرفاهية والاستقرار، فعلينا جميعا دعم هذا التوجه الأخوي في المشاركة في الكفاح والبناء.
الأمر لا يحتاج سوى معرفة أبناء اليمن في المملكة الذين لديهم القدرة على الانخراط في برامج تدريبية يحددها المجلس الشعبي المقترح الذي سوف يكون النواة التنموية التي يحتاجها الشعب اليمني للإمساك بمصيره وحمايته من الاختراقات الخارجية وعبثية المتهورين، فإن ثقلت علينا مثل هذه المبادرات سوف يكون موقفنا كشعبين امام التحديات الكبيرة موقفا ضعيفا يفيد كل من يريد دق اسفين التشاحن بين الشعبين في المستقبل.. وهناك أمر آخر مهم وهو توصيل رسالة للشعب اليمني في الداخل ان اليمنيين في المملكة لم ينشغلوا بمصالحهم الفردية عن مصالح البلد العليا، وكذلك أن شقيقتهم المملكة مثل ما قدمت السلاح والرجال لتحرير اليمن من العبث والخيانات، فهي كذلك تعد الإنسان اليمني لديها ليشارك في عملية البناء والتنمية.
مطلق بن سعود المطيري
مجلس شعبي يمني في الرياض 1003