تكالبت روسيا وقوات طاغية دمشق على حلب في حرب إبادة للشعب السوري وتدميرٍ لسورية أمام عجز وتواطؤ كل القوى المعنية بالأزمة السورية، وتواصل العدوان الثلاثي الاستعماري الغادر (روسيا والنظام السوري وإيران) وحلفاؤهم على حلب وباقي المدن السورية مُتجاوزاً كل الحدود في العنف والمجازر والمذابح واستخدام الأنواع المحرمة دولياً من الأسلحة الجوية والبرية مثل القنابل العنقودية والنابالم والغازات السامة والصواريخ الارتجاجية التي تسوي المباني بالأرض مما أدى إلى مقتل 350 شخصاً وجرح أكثر من 700 آخرين وتوالى الحقد الروسي الفارسي الأسدي على حلب، وتهاوت مبانيها فوق قاطنيها،وتصاعد العدوان الثلاثي الآثِم بشكلٍ مفاجئ، وشنت مقاتلات النظام السوري وحلفائه الروس والفرس الإيرانيين هجمات جوية شرسة على احياء المدينة الشرقية وقتلت مئات الأطفال والنساء، بالقنابل العنقودية والنابالم وأصابت الآخرين بجروح، وما زال كثيرٌ من الضحايا عالقين تحت الأنقاض.
وبعد تلك الغارات الآثمة تلاشت الآمال في تحقيق انفراج دبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة، واتفق وزيرا خارجية أميركا جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على مواصلة الحوار رغم فشل المحادثات في نيويورك، من أجل إيجاد وسيلة لإحياء الهدنة المتلاشية ومن المنتظر أن يلتقي كيري في بوسطن نظراءه الإيطالي والبريطاني والفرنسي والألماني، من أجل البحث في الوضع. ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واصل تعنته مُؤَكِّداً أن موسكو لن تنظر بجدية في طلبات وقف أعمال الطيران الروسي والسوري بشكل أحادي الجانب.
لا يمكن تسمية ما حدث في حلب إلَّا جرائم إبادة للشعب السوري وتدميرٍ لسورية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، اقترفتها روسيا ونظام إيران ومليشيات حزب الله والنظام السوري أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي ترفع عقيرتها في كل محفل فما بالها خرست وصمتت أمام تدمير سورية وإبادة شعبها ؟ كما أن موافقة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على تلك المجازر والجرائم وصمة عار على جبين أمريكا والأسرة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وعلى جبين الإنسانية بشكلٍ عامٍ ومن خطورة استمرار جريمة تدمير مدينة حلب وإبادة سكانها، وجرائم الحرب المستمرة من دون أي رادع، التي يرتكبها النظام السوري وروسيا وإيران ضد مدينة حلب والمدنيين الآمنين فيها، تحت نظر وسمع العالم والرأي العام العالمي الذي لا يحرك ساكناً أنَّ هذا الصمت المريب يشجّع النظام المجرم وحلفاءه ليستمر في جرائمه وتدميره وإبادته للشعب السوري.
وما جرى ويجري في حلب وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين السامعين والصامتين من القوى العربية والدولية على استمرار ما يجري في حلب وما يجري في سورية من استهداف الضحايا الأبرياء وأماكن معالجة المصابين والاستمرار في فرض الحصار اللاإنساني عليهم مما يستوجب مناشدة الرؤساء العرب وجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس الأمن الدولي للتحرك العملي والضغط على هذا النظام الظالم لشعبه والمدمر لسورية لوقف المجازر والجرائم الرهيبة التي ما زالت تتعرض لها حلب على وجه الخصوص، وسورية بشكلٍ عام.
عبد الله الهدلق
الصمت عن إبادة الشعب السوري وصمة عار في جبين المجتمع الدولي 1039