لا يمكن بحال من الأحوال أن نحقق اليوم النجاح المطلوب لرسالتنا الإعلامية من دون أن ننظر إلى ماضينا ونستلهم الدروس و العبر، لا أن نستمر في تكرار الأخطاء.
لا يمكن لنا أن نتجاهل أننا اليوم نجابه مشروع طائفي وعنصري يمتلك إمبراطورية إعلامية ضخمة، وهو في مواجهة مشروع الدولة المدنية والاتحادية يستثمر كل وسيلة إعلامية ويسخّر الفكر والمال للتفوق عليه، في الوقت الذي يعيش فيه إعلام مشروع الدولة المدنية والاتحادية حالة ضعف وتشتت ويفتقد الى الرؤية و الاستراتيجية و الأساليب و الامكانيات المالية والفنية والبشرية المناسبة.
المتأمل يدرك أن هناك تشتيت في الجهود على المستويات الرسمية والمؤسسية والتنفيذية، و إن ما ينفق من مبالغ على المؤسسات الاعلامية لا يتناسب مع حجم الوظيفة والدور المطلوب من الاعلام في هذه المرحل الحساسة والصعبة، وبالتالي فإنه من أجل سياسة إعلامية ناجحة يجب ألا تقل في حجمها نسبياً عما يتم إنفاقه على المجالات السياسية والعسكرية، فالنجاح في هاذين المسارين مشروط بنجاح الإعلام، ومن هنا فإن من العناصر المهمة في الحكم على تميز هذا المشروع أو ذاك هو تميز إعلامه وقدرته في عرض قضيته، وتسويقها والدفاع عنها وبما يسهم في رفد المسارين السياسي والعسكري للمشروع.
السؤال المطروح الآن: ما المطلوب لإيجاد إعلام ناجح وفاعل؟
الجواب بطبيعة الحال: المطلوب هو صياغة وتطوير رؤية إعلامية، تأخذ في الاعتبار عدة عوامل من أهمها:
1- إدارة كفؤة .
2- سياسة اعلامية واضحة.
3 ـ الفكرة الناجحة.
4 ـ الأسلوب الأمثل.
5 ـ الوسيلة الجيدة.
6- خطاب متزن و واقعي .
7- كادر محترف.
8- مال المناسب.
ومتى ما تحققت هذه العوامل، وكانت في المستوى المطلوب، استطاع الإعلام أن يكوّن مؤثراً وفاعلاً .
د. وديع العزعزي
ما المطلوب لإيجاد إعلام ناجح وفاعل؟ 1063