📖 قال تعالى : [[ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُللمؤمنين2⃣عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]] " عمران: 26 " .

🔵 الثقة المطلقة بالله تعني: استشعار المؤمن المخلص معية الله له في كل حال وزمان ومكان ووضع، أن الله معه في كل حياته وسكناته وتحركاته وأقواله وأفعاله، في حالات النماء والبناء، في حالات التنمية والتربية، في حالات السلم والسلمية، أو في حالات الجهاد والمقاومة المسلحة المشروعة، في جميع الحالات الدنيوية والأخروية .

💥بالثقة المطلقة بالله يعيش المؤمن بالله عيشة الإيمان الحقيقي بفسحته واطمئنانه في كل حياته على هذا الأساس أنه " يوقن بأن الله لن يتركه ولن يضيعه إذا ما تخلى عنه الجميع فثقته ويقينه بما عند الله أكبر من ثقته بما في يده، لذلك تراه دائما هادئ البال ، ساكن النفس، إذا ما ادلهمت عليه الخطوب، وازدادت الغيوم، فهو يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الأمة لو اجتمعت على أن تضره بشيء لن تضره إلا بشيء قد كتبه الله عليه، فربه هو مالك الملك ورب الأرباب بيده ملكوت كل شيء، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، وهو على كل شيء قدير " " من ركائز الدعوة ، مجدي الهلالي، ص75 " .

☑ وبناء على السابق فأن الثقة المطلقة بالله تعني كمال إيمان المؤمن بالله، تمام الاعتقاد بقضاء الله وقدر خيره وشره جملة وتفصيلا دون تردد أو تلكؤ، تمام الاعتماد عليه والتوكل عليه مع العزم والأخذ بالأسباب، بل هي الواحة المفتوحة والفضاء الفسيح للإيمان بالله، الإيمان الشامل الكامل المطلق بلا نقص مخل ولا زيادة مخلة، الإيمان الذي يتمثل في الواقع بالتسليم والإذعان للوحي وآلياته الصحيحة الصريحة الثابتة بلا قيود ولا حدود .

🔵 نخلص إلى أن الثقة المطلقة بالله هي العقيدة الإيمانية الصحيحة والعبادة الربانية السليمة ، وأخلاقه المتينة، وتعاملاته السامية، تعني الثبات على الإيمان الحق بالله بدءا من الاعتقاد الجازم في القلب، ومرورا بالتصديق المطابق في الجوارح، وانتهاء بالتطبيق العملي في الواقع، وصولا إلى تفويض الإنسان أمره كله لله، حياته كلها لله ، نسكه وعبادته ومحياه وجهاده ومماته لله، لا يخاف على حياته ورزقه وأجله العباد أمثاله أبدا، لا يخشى إلا الله وحده، والعمل في الحياة الدنيا فيظل ذلك التفويض الإيجابي الفعّال.
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك- جامعة تعز.