مما لاشك فيه أن للمليشيات الإنقلابية وجوه وأقنعة متعددة ومكشوفة للصغير قبل الكبير وللجاهل قبل الواعي والمثقف.
إلا أن مشاورات الكويت الفاشلة والتي تهدف لصناعة السلام في اليمن كشفت القناع القبيح لهم في التخفي وراء الإرهاب، مدعين محاربتهم له كذريعة لاجتياح مناطق الجنوب بهدف السيطرة عليها واحتلالها مما سيمكنهم من إحكام سيطرتهم على ما تبقى من مؤسسات الدولة والتحكم بها وخاصة الايرادية منها كالموانئ والمطارات.
وكل هذا بحجة محاربة الإرهاب والدواعش.
ولم تقف عند هذا الحد من القبح والعبث بل تمادت وحشدت مليشياتها لمهاجمة الحالمة تعز وعاصمة الثقافة اليمنية ومهد الثورة لأنها كانت ومازالت وستبقى عصية بمدنيتها وسلمية بنضالها الثوري الهادف لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة.
دولة النظام والقانون والحكم الرشيد وهذا هو الخطر الذي يخشاه أولئك القادمين من الكهوف ومصاصي الدماء لأن وجود دولة قويه ذات نظام وقانون كفيل بقطع الطريق أمام مصالحهم ومشاريعهم الضيقة والصغيرة..
بل وزادوا من معاناتها وفرضوا الحصار على أبناء تعز وعاصمة إقليم الجند ضمن الدولة الاتحادية في انقلاب قبيح على مخرجات الحوار الوطني والذي هم أساساً مشاركين فيه وموقعين على مخرجاته كمكون سياسي يمني رغم تمسكهم بحمل السلاح والقبول بهم كمشاركين في الحوار آنذاك.
وشنوا حرباً مدمرة على أبناء شعبنا اليمني في كل محافظات الجمهورية وتحت ذرائع وتهم متعددة كالخيانة ودعم التحالف العربي.
عموماً وبعد عام من انطلاق العملية العسكرية عاصفة الحزم فهم لم يستطيعوا تقديم أي شيء للشعب مما وعدوه به ودغدغة مشاعر المواطن المنهك بشعارات زائفة كرفع الجرعة ومحاربة الدواعش وتوفير الأمن والاستقرار.
وفعلوا العكس لكل ما قالوه ووعدوا الشعب به فبدلاً من رفع الجرعة ضاعفوها على الشعب وبدلاً من توفير الأمن دمروا مؤسسات الدولة وفجّروا بيوت الله ودور القرآن وحولوا الشعب كله إلى دواعش.
عموماً وبعد وصولهم لمباحثات للكويت التي باءت بالفشل لبحث سبل تحقيق سلام دائم لليمن واليمنيين، فإذا بهم يراوغون ويمكرون ويتخلفون عن ما جاءوا من أجله وهو تنفيذ القرار الأممي والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، مطالبين بوقف قصف طيران التحالف أولاً حتى يتمكنوا من تحقيق مالم ولن يستطيعوا تحقيقه عسكرياً على الأرض لما واجهوه من تصدي وبسالة وتسطير أروع الملاحم البطولية لأبناء قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الأرض ودحرهم لميليشيات الحوثي صالح الإنقلابية في الدفاع عن الوطن وعن الجمهورية وعن الكرامة.
وأخيراً وعندما انطلقت معركة تحرير إقليم حضرموت من القاعدة انكشف قناعهم القبيح والمزيف في حربهم ضد الإرهاب وكانوا أكثر دفاعاً عن الإرهابيين ورفضوا إصدار بيان من قبلهم يؤيد عملية طرد القاعدة من المكلا وتحريره من قبل قوات الجيش الوطني ومساندة قوات التحالف لتلك العملية واصفينها بالمسرحية التي تهدف لتسليم الجنوب لقوات غازية ومعاديه حد تعبيرهم.
وبهذا انكشف أقبح أقنعتهم وأبشعه خطورة وهو تحالفهم مع تنظيم القاعدة الإرهابي وتحت إشراف من المخلوع صالح وما يثبت ذلك هو وجود من بين قتلى القاعدة آنذاك ضباط من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي التابعة للمخلوع ونجله وأبناء أخيه.
سامي باري
مشاورات الكويت..وانكشاف القناع القبيح 965