رغم تدني البيئة التعليمية التي يتلقاها اليمنيين في بلدهم ورغم تمجيد الفساد في اليمن وإطلاق مصطلح "أحمر عين" للشخص الفاسد لكن المهاجر اليمني في أمريكا أثبت العكس تماما ، عندما الاحظ شخصيا اليمنيين هنا في أمريكا وهم يكدون بعرق جبينهم ويشتغلون ليلا نهارا من اجل توفير لقمة عيش كريمة لهم ولأسرهم هنا وهناك في اليمن أفتخر بذلك وأتاكد ان لدى اليمني عزة نفس لا تضاهيها الجبال!
المهاجر اليمني مستعد لاي عمل مهما كانت صعوبته ومخاطره فنراه يشتغل بكل جهد في المصانع والوراش والمحلات التجارية وفي البحار ولا يكل ولا يمل ، فمنهم من يشتغل اثنى عشر ساعة في اليوم والبعض عشر او ثمان ساعات على اقل تقدير ومنهم من يغترب في البحر ويصبح في غربة داخل غربة!
ومع ذلك يتميز المهاجر اليمني بالصلابة والثبات في عمله في المصانع والورش وأكثر ما يميزه الأمانة والاخلاق خاصة من يشتغل في المحلات التجارية اكثر من اي مهاجر من جالية اخرى ، فيبقى اليمني مكافحا ومثابرا ومتحملا مسوؤليات لا حصر لها بكل أمانة ونزاهة!
دائما ما نتحدث عن الأشخاص الذين يشتغلون في اعمال محرمة كبيع الخمر والمخدرات والحشيش نتحدث عنهم وهم أقلية لا يمثلون الا نسبة قليلة من ابناء الجالية ، وننسى الغالبية العظمى من المخلصين والمثابرين في أعمالهم الحلال والذين يقضون سنين طويلة في الكد والسعي والشقاء حتى تحقيق احلامهم وطموحاتهم!
يبقى المهاجر اليمني سواء في أمريكا أو الخليج أو اي مكان اخر مثالا للتضحية والرجولة والإقدام ، فعندما أرى الكثير من المهاجرين الجدد في امريكا يصلون اليوم هذه البلاد وفي الغد تتصل له واذا هو في العمل في مطعما ما فتنبهر من السرعة والاهتمام بالعمل فهو لا يريد ان يكون عبئا على احد باي شكل من الأشكال فضلا عن الهموم المثقلة على كاهله من تبعات والتزامات ومسؤوليات!
رغم ان الغرض من الهجرة هو العمل لكن يبقى العلم وتعلم اللغة هو المدخل الأفضل للعمل والحياة بشكل عام ، وهو من يجلب فرص عمل اكثر ويسهل عملية التواصل المجتمعي ويفتح افاقا جديدة للطموح والعمل!
تحية من اعماق قلبي كمغترب يمني في امريكا لكل اليمنيين المثابرين - أينما كانوا - في حياتهم العملية والعلمية.
جبران الفصيلي
اليمنيون والعمل الحلال في أمريكا 1043