فجأة وبلا مقدمات أو أسباب، سمعنا عن لقاء وزير خارجية العراق/ إبراهيم الجعفري، بممثل الحوثيين في بغداد، وكأن الحكومة العراقية، ممثلة بوزير خارجيتها تريد أن تقول إنها أصبحت مهتمة بالأزمة اليمنية، ولا يمكن لمن يجيد قراءة هذا المشهد أن يتصور أن هذا اللقاء يهدف إلى إثبات موقف عراقي من الأزمة اليمنية، فالعراق لم يعد مهتماً ولا معنياً بأي شأن إقليمي أو دولي، لأنه غارق حتى أذنيه في همومه الداخلية التي لا حصر لها.
أما القراءة الصحيحة لهذا اللقاء الغريب وغير المبرر، فهي التأكيد وبكل الأسف والألم أن العراق لم يعد يملك من أمره شيئاً، وأن هذا اللقاء تم لإرسال رسائل عدة ولإثبات حقائق عدة كانت من قبل شكوكاً، وأصبحت بعد هذا اللقاء يقيناً.
الرسالة الأولى، هي أن العراق لم يعد يملك قراره، وأنه لا يزال يتلقى الأوامر من طهران.
الرسالة الثانية، هي أن إيران دفعت بـ «العراق العربي» ليدخل طرفاً في معادلة الصراع الطائفي السني الشيعي، ويقف إلى الجانب الشيعي المتمثل في الحوثيين.
أما الرسالة الثالثة، فتؤكد أن إيران ماضية في تحديها المجتمع الدولي الذي رفض صراحة وبلا مواربة أي ترتيبات حوثية عفاشية أحادية الجانب في اليمن مثل تأسيس المجلس السياسي.
الرسالة الرابعة موجهة إلى المملكة العربية السعودية التي جاءت هذه الزيارة مباشرة بعد طلب العراق تغيير سفير المملكة لديه.
الجعفري أكد للحوثي رفض بلاده للحل العسكري، وتأييده للحل السياسي! فما هو الحل السياسي الذي تدعمه حكومة الجعفري؟ هل تدعم الحكومة الشرعية المنتخبة التي تم الانقلاب عليها؟ هل تؤيد المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية؟ هل تؤيد قرار الأمم المتحدة 2216؟ أم تؤيد الحوار الوطني؟ فهذه هي الحلول السياسية للأزمة اليمنية.. أم أنها فقط تؤيد مجلساً سياسياً غير شرعي رفضه العالم بأجمعه وباركته طهران؟!
التساؤل المثير في موقف الحكومة العراقية، هو ما الذي يجعلها تقف إلى جانب الانقلابيين والمجلس السياسي الذي يترأسه علي عبدالله صالح وهو صديق وحليف عدوهم صدام حسين؟، فلا ينسى أحد العلاقة الوطيدة بين الاثنين، فمن سخريات الأحداث أن الحكومة التي شنقت صدام تضع يدها بيد صديقه الذي «شنق» الشعب اليمني بأكمله!
سؤال أخير، ما الذي قدمته الحكومة العراقية لليمن حتى تهتم بشأن هذا البلد وشعبه ومستقبله ومصيره؟
الاتحاد الاماراتية
محمد الحمادي
رسائل إيرانية في لقاء الجعفري والحوثي 1019