أصبح اليمن في الوقت الحالي تحت الأضواء ليس بسبب ما يجري من نزاع معه، بل بسبب تعنت واضح لمجموعة اختطفت اليمن وأهله.
 فمنذ سنين والمملكة تراقب ما يجري في الساحة اليمنية. ومع الوقت رأت خلخلة في الأمن الداخلي اليمني انتهى بسيطرة الحوثيين على البلاد وعلى مقدراتها. ولم يكتفوا بذلك، بل إنهم أصبحوا خطرا واضحا يهدد حدودنا الجنوبية مع تواجد ترسانة أسلحة لا تتوافر إلا لكل من يريد الاعتداء على الغير وبعضها نوعية من السلاح الشديد التدمير والكل يعرف مصدرها.

ورغم الجهود التي بذلتها المملكة ومعها دول مجلس التعاون لإعادة الشرعية في اليمن وتخليص اليمن من قلة أرادت السيطرة على اليمن. والمملكة أعلنت مرارا وتكرارا أن همها اليمن وأمنه واستقراره، إلا أن هناك نية مبيتة للتعدي على حدود المملكة مثلما حصل قبل سنوات. ولم يكن هناك خيار أمام التحالف الذي تقوده المملكة سوى أن يتم أخذ زمام المبادرة بالتصدي لمخطط القيادة الحوثية والتي لا تملك الشرعية أو الشعبية. وبعدها بدأت قوات التحالف بضرب كل موقع يأتي منه تهديد على أراضينا. ولكن من أول يوم من النزاع الكل كان يعلم أن المملكة لم تكن لديها رغبة في التصادم المسلح وأوضحت خطط بناء وبرامج مساعدات حتى أثناء النزاع في خطوة واضحة بنيات المملكة.

وكذلك قامت المملكة بالإعلان عن ضرورة وقف النزاع وترك مساحة للمنظمات الإغاثية لتساعد الشعب اليمني وكذلك للخطو خطوات لوقف النزاع برمته. وامتد النقاش حتى اجتمعت الأطراف في دولة الكويت، ولكن كان واضحا ما يريده المفاوض الحوثي. فلا يهمهم حتى لو دمر اليمن. وتوقفت المباحثات دون أن يتم أي تقدم. وبعد ذلك تحول النقاش عن اليمن إلى مستويات دولية وتم عقد اجتماعات بين قادة المملكة ووزير الخارجية الأمريكية في مدينة جدة لكي يتم إعادة مسار المباحثات لإخراج اليمن من نفق مظلم. وأوضحت المملكة ما ترغب فيه وتأمل به بكل وضوح حيال اليمن وأنها ترغب في رؤية يمن يعيش في سلام. وفي الوقت الراهن أصبح الوضع في اليمن يمثل أكبر مأساة وسط انعدام أمن وتوقف الحياة وانتشار الدمار. ولقد حان الوقت الآن لكل مواطن في اليمن أن يرى الواقع الحقيقي وما جلبه عليه الحوثيون ومخططاتهم التي لا تريد إلا تدمير اليمن وتريد أن يكون تحت سيادة خارجية ليس لها هم إلا نشر أيديولوجية ستجعل من اليمن مسرحا لنزاعات وتربة خصبة لكل تطرف. فاليمن لديه مقدرات كبيرة وشعب عرف عنه الجد والاجتهاد وبإمكانه لو عاد للشرعية وخلص نفسه من الأيادي الخارجية التي تعبث بمقدراته فخلال عدة سنوات بإمكانه النهوض من جديد ليبني دولة مزقتها النزاعات منذ عقود طويلة ودمرت بنيتها التحتية جراء قلاقل سياسية لم تكن بحاجتها. ونتمنى لليمن العيش بسلام ورخاء. فالشعب اليمني يستحق أفضل مما هو عليه الآن.