هذه أقدم صور فوتوغرافية لليمن على الإطلاق! تم تصويرها سنة 1877 بكاميرا بدائية، لكنها كانت الأحدث في العالم في ذلك الوقت وهي للمصور الإيطالي الشاب رينزو مانزوني الذي زار اليمن بعد عودة الأتراك لليمن ببضع سنوات مطلع سبعينيات القرن التاسع عشر.
كتب رينزو كتاباً عن رحلته لليمن بدايةً من وصوله لعدن ومن ثمّ رحلته المثيرة إلى صنعاء! الكتاب يزدان ببعض الصور التي بدت وكأنها رسوم! لكنها على وجه التأكيد صور فوتوغرافية.. وظهرت بهذا الشكل البدائي لأن التصوير الفوتوغرافي لم يكن قد مضى على اكتشافه وانتشاره سوى سنوات قليلة.
من طرائف كلام المصور الشاب"26 " عاماً وهو يشارك اليمنيين طعامهم في بوعان قبل وصوله إلى صنعاء مباشرة وقد رآهم يلحسون أصابعهم جميعها بعد كل لقمة من العصيد وبأصوات لها رنّة وطنّة قوله " لو كانت أصابع أحدهم خمسين إصبعاً للحسها جميعا هههههههههه.
العجيب أن المصور رينزو مانزوني كان معجباً بنظافة مدينة صنعاء ومقاهيها ودكاكينها ولم يكن قد مضى على وصول الأتراك إليها سوى بضع سنوات! " العهد العثماني الثاني 1917 – 1870.
الأعجب أنه وجد سُوقًاً روسياً وآخر يونانياً في قلب صنعاء!
وعندما تحدث عن المستشفى قال إنه مثل مستشفيات إيطاليا!
كان المستشفى يحتوي على 20 جناحاً و 370 سريراً وكل سرير له فرشان ووسادتان وغطاءان وملاءتان.. وبجانب كل سرير طاولة مع كأس وصحن أبيض معدني..
وعلى رأس كل سرير توجد لوحة معلقة على الحائط مكتوب عليها اسم المريض ومعلومات مرضه.. وباللغة الفرنسية!
وذلك لأن ستة أطباء فرنسيين يقومون بالعمل ويشرف عليهم طبيب تركي برتبة عقيد!
بالإضافة أيضا إلى ثمانية جرّاحين وعشرة صيدلانيين وخمسة عشر ممرضاً....!
هل تعرفون كيف انتهى المستشفى!
حوّله الإمام يحيى إلى قصرٍ له!
وأسماه دار السعادة! "المتحف اليوم"
وكان ثمَة اصطبل لخيول الأتراك جعله مستشفى!
د. خالد الرويشان
اليمن قبل 140 عاما 1290