والطريق إلى صنعاء لا يمكن أن تقود إليه المفاوضات، كلما فشل منها شوط استأنفوا شوطا جديدا منها، وإنما تقود إليه تلك الدبابات التي تفك الحصار عن تعز وأولئك المقاتلون الذين يقفون على مشارف صنعاء وتلك القاذفات التي تدك معاقل الحوثيين.
جربت الحكومة اليمنية أن تتخذ من الحوار وسيلة لكفكفة أطماع الحوثيين فانتهت إلى إطاحة الحوثيين بها واحتلال العاصمة والاستيلاء على مؤسسات الدولة والسيطرة على أسلحة الجيش، وجربت السلطة الحوار معهم ثانية وثالثة ورابعة فماطلوا ما وسعتهم المماطلة وتلاعبوا ما أمكنهم التلاعب حتى إذا ما استجمعوا قواهم واستطاعوا لملمة شعثهم نفضوا أيديهم من الحوار وقلبوا طاولته في وجه من يحاورهم وعادوا يرفضون الأسس التي ينبني عليها أي حوار يمكن أن يفضي إلى حل يتمثل في استعادة الشرعية في اليمن.
وإذا ما تمعنا في الملابسات والظروف التي يتم طرح مبادرات الحوار فيها كان لنا أن نتوجس منها ريبة ذلك أنه كلما تمكنت القوات الشرعية من تحقيق انتصارات في أرض المعركة ومالت كفة النصر لها تم طرح المبادرات وتعالت الدعوات للحوار وكأنما الهدف من وراء ذلك التعجيل بهدنة هدفها المعلن توفير أجواء ملائمة للحوار وهدفها المضمر توفير فرصة للحوثيين وقوات علي عبدالله صالح تلتقط أنفاسها وتعيد موضعة قواتها وتتلقى مزيداً من الدعم الخارجي لها.
وإذا كانت محادثات الكويت التي امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر قد انتهت برفض الحوثيين لأي حل وتنكبهم القبول لكافة أسس الحوار سواء تمثلت في قرار الأمم المتحدة أو مخرجات الحوار الوطني أو مبادرة دول مجلس التعاون والمضي بعد ذلك في تعنت أشد وذلك برفض ورقة الأمم المتحدة التي أعقبت فشل تلك المحادثات، إذا كان ذلك كذلك فكيف يمكن للحوار أن يشق طريقا إلى صنعاء ويقف بديلا لما تنجزه الدبابات والمدافع، التي لا يعرف الحوثيون وسيلة غيرها، في أرض المعركة؟
سعيد السريحي
لا بد من صنعاء 1028