📖 [ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ() ۖقَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم()قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ] " القصص: 15-17" .
🔴 قدَّم موسى -عليه السلام- في هذه الآيات مادة دستورية وقانونية صارمة، وحكماً عاماً ينظم حياة الناس وعلائقهم مع العقائد والمبادئ الحقة، حتى استحق هذا الحدث أن يُسَجل في القرآن الكريم آية تتلى، ويتعبد بها الناس، ويؤجرون على قراءتها الحسنات المضاعفة. [ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ].
🔴 هو تشريع ربّاني في عالم المبادئ والنصرة والاستنصار الإنساني، تضمّن هذا الحكم الالتزام الشفوي المباشر من موسى -عليه السلام- لأرحم الراحمين بعد أن وَعَى الدّرس حق الوعي، واستغفر ربه وأناب إليه، واعتذر وتاب، فغفر الله لموسى بعد أن قام بالفصل المبين بين عمل الإنسان وعمل الشيطان العدو المضل المبين [قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ].
🔴 تعهّد موسى -عليه السلام - لله عز وجل غافر الذنب وقابل التوب بأنه لن يكون بعد هذه الحادثة الخاطئة ظهيراً ومساعداً ومعاوناً للمجرمين الظالمين، لن يكون مساعداً ومعاوناً لأعداء الحق، وأعداء الرسالات، وأعداء الأنبياء، وأعداء الرسل، وأعداء الكتب السماوية المنزلة لهداية الناس، وأعداء الصالحين المصلحين، لن يكون ظهيراً للكافرين، لن يكون ظهيراً للمكذبين الضالين، لن يكون ظهيرا للمقبوحين، لن يكون ظهيراً لأعداء
الأوطان الخائنين، لن يكون ظهيرا لصنّاع الفتن المفتونين [قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ].
🔴 تعهّد موسى -عليه السلام - لله عز وجل غافر الذنب وقابل التوب بأنه لن يكون بعد تلك اليوم ظهيرا ومعيناً ومساعداً للمجرمين أيا كانوا وأين كانوا، لن يكون معيناً للظالمين، لن يكون مساعداً للجبارين البطاشين، لن يكون أداة وآلة بيد الفاسقين المشبوهين يحققون بها مآربهم وأهدافهم ومقاصدهم وأغراضهم، لن يكون دميّة يتلاعب بها المستهزئون بالدين المتلاعبون بعقول رجاله وحملته، لن يكون مسْخرة ومهزأة ومدْرهة لأولياء الشيطان على حساب أولياء الرحمن المخلصين [ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ].
🔴 لن أكون ظهيراً أو محامياً أو مدافعاً عن المجرمين المستبدين الظالمين، لن يكون ظهري هذا يوما من الأيام ركوباً وذلولاً لقوى الشر والرذيلة وأصحاب الأجندات الشيطانية والمشاريع الٱبليسية المرتكسين في عقائدهم وأفكارهم وسلوكياتهم، لن يكون ظهري هذا وجسمي الذي استوى وبلغ أشده مطية للأعداء المجرمين يتسلق عليه أهل الباطل نصرة لباطلهم، أو يسرقون وينهبون ويسلبون الناس أشيائهم، ويسفكون الدماء البريئة في ظل حمايتي وقوتي ودعمي وتعاوني معهم وما وهبني ربي من نعمة [ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ].
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك- جامعة تعز.
⏪ يتبع3
د. عبدالواسع هزبر
درس الخطأ وشكر العطاء صنعا الولاء والبراء2 1006