مصيبتنا في اليمن منذ البداية ومن قبل سنوات هي في عدم وجود الدولة الحقيقية التي تمتلك مؤسسات حقيقية ووطنية انتماؤها للوطن ودولته فقط ولنأخذ مثلاً على ذلك مؤسسة الجيش.
فكم سعدنا هذا اليوم حين نقلت إلينا وسائل اعلام مختلفة أخبار سيطرة الجيش الوطني _وكم نتمنى أن يكون جيشا وطنيا بحق وحقيقه_ على محافظة أبين وطرد عناصر القاعدة الإرهابية منها.

والحقيقة الجيوش الوطنية هي صمام أمان الأوطان وجيشنا نطالب ونحب ونرغب أن يكون وطنيا.
الحاجة إليه قائمة وملحة لأن المليشيات بمختلف مسمياتها قد نغصت على اليمني حياته وأقلقت امنه وهزت استقراره وأفقدته ثقته حتى بمن هو محل للثقة وأهل لها.. لقد عيشتنا المليشيات غرباء في وطننا مطاردين حيث انتقلنا لأسباب مذهبية ومناطقية وربما سياسية وما أقسى على المرء أن يحيا غريبا مطاردا في وطنه بدون ذنب.
فما حدث في محافظة أبين اليوم من سيطرة الجيش وطرد مليشيا القاعدة يعيد لنا الأمل بأن يكون لدولتنا جيش وطني عقيدته طاهرة نقية من لوثات الانتماءات الضيقه المذهبية والمناطقية والسياسية.
هذا الجيش بهذه العقيدة النقية يمكن أن نعتمد عليه في حماية الوطن والذود عن عقيدته وإنسانيته وترابه.
نحن بحاجة لجيش وطني بهذه العقيدة أشد من حاجتنا لشيء آخر في هذه اللحظة الراهنة إذا ضمنا ذلك ضمنا بعده كل أمر آخر.

جيش يتولى تحرير البلاد من سيطرة المليشيات في كل اتجاه من وطننا الحبيب ولن تكون لنا في اليمن دولة ومؤسسات قوية بدون هذا الجيش الذي نحن بحاجة ماسة إليه... بدون ذلك سنكون أمة تقتل بعضها بعضا وتشرد بعضها بعضا وسيظل نهاية هذا الحال بدون أفق إلى أن يشاء الله.لا نريد وجود مليشيات في البلاد مهما كان مشروعها.. لأنها في الأخير مليشيات وليست دولة إلا إذا كانت بمعايير وطنية وتحت قيادة الجيش الوطني.
ولأن كل فصيل من هذه المليشيات له من يدعمه ماديا ولوجستيا وهو يمثل مشروعه وكل فصيل يصارع بالوكالة لأطراف خارجية تآمرية لا تريد خيرا لبلدنا وتعتبر المليشيات نتوءا ضارا وغير طبيعي في الجسم الوطني.
ففي وجود الجيش الوطني تكون السيطرة للمشروع الوطني وتنتهي هذه النتوءات المرضية..