قد تستطيع أن تسكت هتافات متمردة في الشارع، قد تستطيع تغليف العين عن الحقائق..
قد تستطيع أن تكره الثقافة.. ولكنك عبثاً تحاول سد مجراها.!
بإمكانك أن تكسر القلم الحر، ولكن من الصعب جداً عليك أن تسكت آهات ذلك القلم!
فلنكن صريحين يا "أنت".. أنت قد فشلت بشدة في هذه اللعبة، لعبتك التي تمارسها ضد الحبر النازف شوقاً للحياة، لعبتك التي كانت تسعى لبتر الثقافة في مجتمع أصبح منتجعاً للتخلف!..
لكم كنت لاعباً "قليل حيلة" حين قررت إغلاق الصحف والجرائد، ومصادرة الصحفيين الباحثين عن السلام والحرية لهذا البلد.. أي تفكير هذا وأي فعل متخلف حين أغلقت مواقع الصحافة حتى الالكترونية وأي مستنقع من الغباء الذي تعيش فيه؟!..
حاولت جاهدا حجب شمس الحقيقة عن العالم.. وأول ما قررت أن تنهي هي صحيفة "أخبار اليوم" لتثبت حقاً كم أنها ترعبك، وكم أنك تخشى حروفها..
بربك!! ألم تفكر لوهلة بأن الحقيقة لا تغطى بغربال؟ وأن مجرى الأحداث لا يمكن إيقافه؟ هاهي ذي قد عادت..، كم من الخوف يعتريك وكم من الأفكار تصرخ في عقلك، أنت مدهش بحماقة أساليبك، متفنن مبتدئ، فاشل بتوقعاتك ولا تفكر أبدا في أسوأ الاحتمالات ..
كنت أعلم يوم حجبت بغطاء حقدك عنا الصحافة بشتى الوسائل، كنت أدرك حقاً أنها أساليب غير مبتكرة وزائلة لا محالة!
أن تقيد بأغلال خوفك يد صحفي طالما تحركت أنامله ونبض قلمه في سبيل الحياة يجعلك خصماً ضعيفاً للغاية، وأن تحبس نفس الحقيقة يجعلك أكثر عرضة للانهيار!
"أخبار اليوم" حين عادت أثبتت كم أنها تمقتك وتمقت رائحة التخلف الذي كاد أن يطغى على الوطن لأشهر.. لأنها كانت فعلاً تعريك وتفضح جرائمك.. ولأن وقع كلماتها كوقع المدافع عليك ومن معك.. قمت بالسطو وسرقة جميع ممتلكاتها والتخريب والعبث بكل ما فيها في صنعاء.. ومن ثم اتجهت صوب عدن لتوقف ضخ أخبارها هناك كي لا يرى الجمهور كيف أنك تغش في اللعب!
عادت رغماً عنك شامخة كعادتها لتنقل كل ما يدور فعلا في ساحة الوطن بكل وضوح فما شعورك يا ترى؟!..
إيمان القاضي
عودة أخبار اليوم ترعب الانقلابيين! 1115