يحكي مازن قصته: اعتقل مسلحون تابعون لجماعة الحوثي, شاباً بحجة أنه ينظر إلى شابة مرت في الطريق، وثق مازن ذلك الاعتقال المصحوب بالاعتداء، فتبعه المسلحون ليرغموه على مسح الصور التي التقطها, معنفينه بأبشع الأساليب.
على أرضنا متوحش, مدجج بالرصاص والعنف يسلب كل ما عداه الحرية وحق الوجود، إن أرضنا هذه ليست غابة, ففي الغابة قانون ونظام يعمل به، إنها سجن كبير والجلاد يزعم أنه يطبق أوامر الإله الذي يعده بالحياة الوافر التي ستأتي بعد الموت.
كشاب، أفقدتني هذه العصابة الحرية التي ناضلت من أجلها كل شعوب الأرض، كوني أعزل لا يعني إلا المزيد من الإهانة والذل والانصياع لرغبات الوحوش الضارية التي تنتشر في كل مكان..
إننا مواطنون محاصرون، مسلوبون من أدنى حقوقنا، محاطون بالأطقم العسكرية وهيئات مختصة بإلقاء القبض على من لم تتوفر فيه ألوان وذائقة وفلسفة الجماعة، وكل شعوب الأرض الحرة لا تكترث لوضع العبودية التي وضعتنا فيه جماعة الحوثي!
تتعرض للقمع لمجرد كلمة عبرت بها عن رأيك، تكون في قبضة أيدي الجماعة بتهمة ابتسامة لم يتسنَ لهم التأكد من أن مصدرها خير أم شر، ولا أسهل من أن تقتل وترمى على قارعة الطريق إذا ما أراد أحد منهم أن يصنع بك ذلك, كما حدث لصالح البشري.
لا شيء يمنحك الأمان هنا، تمشي في الشارع وتتهددك المخاطر واحتمالات الموت، تجتهد في عملك فتتعرض للابتزاز لأن لا دولة ولا جهة بإمكانها إنصافك، لا شيء غير الموت وخطر أن تلقى حتفك في أقرب مكان وأسرع لحظة وأشنع طريقة..
إنني أناشد كل الجهات والمنظمات التي تؤمن بالإنسان أن تنقذ حياة إنسان لا يدري كيف ومتى وأين ولماذا يموت؟، أن تمد يد الحرية والانعتاق لشاب مؤمن بالإنسانية والإنتاج والمشاركة في النجاحات التي تحرزها المجتمعات الراشدة والحرة والمتقدمة.
إن جماعة الحوثي لا تؤمن بالإنسان ولا بحقوقه، إذ هي تستقي تعاليمها من السماء كما تزعم، وهي لا يعنيها إن تقاطرت دماء البشر لأجل وصولها لأهدافها غير القابلة للحدوث.
مرارا، تصلني التهديدات ورسائل تحمل مضمون القتل والتصفية الجسدية، لأنني شاب قلت لهم لا دفاعا عن الإنسان وحريته وحقه في العيش والرأي والحصول على متطلبات الحياة التي تكفلها له كل الدساتير والأنظمة وحتى الأديان جميعها..
باسم إسماعيل العبسي
على أرضنا متوحش مدجج بالرصاص 1024