;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

الملكة التي تخلت عن عرشها..!! 1311

2015-03-15 09:57:29


عندما نخصص يوما للتذكير بحق فئة ما, هل في ذلك تضمين بأن هذه الفئة مهمشة, منسية, مهيضة الجناب, مغلوبة على أمرها..؟!
ربما يكون ذلك كذلك؛ ولكن الكل سوف ينكر بأن يوم المرأة العالمي أقيم لهذا المعنى, ولسوف يدعي الجميع بأنه يوم لتكريم المرأة!
فهل ما تعانيه نساء الأرض من صعوبات الحياة, في هذه الحقبة المشوهة من تاريخ البشرية يمت لتكريمها بصلة؟
هل المرأة كائن يستحق التهميش والتجاهل والنسيان ومنازعتها حقوقها كإنسان له دروه الأساسي, والحيوي في منظومة الحياة؟!
وهل نحن بحاجة لتذكير العالم بأن بقاء الحياة والحفاظ على توازنها, قائم على مادتين لا غنى لنا عن إحداهما " ذكر وأنثى " رجل وامرأة؟!
لقد تجاهل العالم حقوق المرأة البديهية كثيرا, مما حدا بالمنصفين تحديد يوم للتذكير بحقها على البشرية؟
لكن ثمة معضلة في تقدير هذه الحقوق؛ فقد حدث خلط وتشويه لكثير من المفاهيم حول حقوق المرأة؛ بل لقد تسببت بعض النساء بخوضهن معارك خاسرة لتحصيل النزر القليل من الحياة الكريمة على هذه الأرض بإحداث بعضا من هذا الخلل!
بعد نضال طويل مفتعل, تمكنت المرأة الغربية من نيل ما أسمته حقها في المساواة مع الرجل, وأضحت تنافسه على كافة أدواره في الحياة, إنها تستميت في سبيل نيل نظرة استحسان لصنيعها هذا منه!
تبذل جهداً خارقاً لتثبت للعالم بأنها قادرة على القيام بمهام الرجل التي بقي دهراً يراها صعبة على النساء وحكراً على الرجال!
وربما لم تسأل هذه النسوة المناضلات أنفسهن يوما: لماذا لم يحاول الرجل أن يدخل مع المرأة هذا المعترك التنافسي, ولماذا لا يجتهد ليثبت لها بأنه قادر على تولي المهام التي تقوم بها منذ الأزل؟
هل يا ترى لأنه يراها مهاما غير ذات جدوى, وأقل شأنا من مهامه خارج المنزل, أم لأنه يعتقد بأن القيام بمهمة رعاية شؤون البيت تعد منقصة في حق رجولته, أم لأنه ليس بحاجة لفعل ذلك كون المرأة لم تضطره لدخول هذه المنافسة معها, أم لأن المرأة صدقت بأن مهامها النسوية غير ذات شأن فانتقل هذا الانطباع للرجل بطريق العدوى والوراثة, أم لأن الرجل تصرف بذكاء أكثر؛ لكي لا يحمل المزيد من الأعباء؟؟!
كم هي مسكينة تلك المرأة التي تناضل لتحمل مزيدا من أعباء الحياة على كاهلها الضئيل الرقيق!
كم هي بائسة تلك المرأة التي صدقت بأن شؤون المنزل غير ذات بال, وخرجت لتنافس الرجل على شؤونه الخارجية؛ فحملت أعباء إعالة الأسرة فوق مهمة رعاية الأسرة وإدارة شؤون المنزل؛ بل وتخلت في بعض المواقف عن مهمتها الرئيسية؛ مهمة "صناعة الإنسان", كل ذلك في سبيل الفوز في هذا التنافس العقيم!
وكم هي مخدوعة تلك المرأة التي ما زالت تركض خلف أوائل طابور المخدوعات من سوابقها اللاتي تخلين عن مهمتهن الحيوية, وعن رفاهية الحياة المنزلية ورغد العيش في مملكة الأسرة, وركضن خلف فوز صغير, في معركة مفتعلة من أجل مساواة مع الرجل, هي الحيف بعينه!
يجب أن يتوقف طابور النساء المحموم هذا ويسألن أنفسهن:
لماذا نسعى للمساواة مع الرجل؟ هل نحن ناقصات لنطلب الجلوس على درجة واحدة بجانبه فنكمل؟!
النساء اللاتي يشعرن بالنقص, ويفقدن فردوس تقدير الذات هن من يلهثن وراء دعوات المساواة الظالمة تلك!
لا تحتاج المرأة للمطالبة بمساواة مع الرجل؛ لأن الله قد كرم بني آدم عموما, ولم يفرق في تكريمه بين رجل وامرأة, كل ما تحتاجه هو أن يقوم الرجل بكافة واجباته تجاه الأسرة, وتجاه المرأة, حينها سوف تجد المرأة متسعا من الوقت للعناية بنفسها وبالرجل, وبالأسرة التي تمثل اللبنة الأولى لبناء مجتمع صالح قوي..
ثم هل انتصرت امرأة النضال البئيس هذا في معركة الحياة المتأخرة؟
هل يمكن لهذه الحركات النسوية منع تشغيل دور الدعارة في بلدانهن وبتصريح من حكومة الرجل؟
هل يمكنهن إيقاف جريمة المتاجرة بالطفولة والأنوثة في سوق الرقيق الأبيض؟
إن العالم مازال يقوده الرجال فحسب, ومازالت النساء, واللاتي يزيد تعدادهن على تعداد الرجال لا يملكن حق منع الرجل من إعلان الحرب, وتدمير أوطانهن وقتل أطفالهن واستدراج أزواجهن ليكونوا وقودا لهذه الحروب, وتحويلهن لمتشردات في الملاجئ وبلد المنفى!
لو أستطعن النساء المناديات بحقوق المرأة منع هذه الحروب, وحفظ السلام العالمي, لكان هذا حقا هو النصر العظيم!
لكن شيئاً من هذا لم يحدث, إنها فقط غادرت مملكتها, وأضحت ألعوبة بيد أبالسة هذا العالم الغير إنساني, وفي مواقف شتى هي ليست سوى سلعة بيد مخلوق سيء في بقاع عدة من هذه الأرض, وهاهي؛ ودون أن تدري تحارب في الخندق الخطأ!!
لقد برع الشيطان في إيهام فئات من الناس بأن المرأة عندما تبقى سيدة البيت تصبح عضوا غير فاعل في الحياة؛ لأنه يدرك أكثر من غيره بأن تخليها عن دورها الأساسي في بناء ذات سوية للإنسان منذ الطفولة, سوف يمنحه فرصا أوفر لغواية المزيد من البشر الذين ينشؤون دون عناية أم صالحة مهتمة,وبكل يسر وسهولة, وسوف يفسد مجتمع البشر بتدميره لحصن الأسرة القائم على الملكة الوحيدة الصالحة لإدارته " المرأة "..!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد