"وَطَنٌ" على نار الخيبة يتقلب, وفي جحيم الخيانة يحترق.. وبرصاصات الخذلان قد استشهد!!
وطن قد أقمنا على روحه العزاء يوم ولِد!!..وطني وطنٌ بلا وَطنْ.. وأرضي تائهةٌ عن دروب النجاة.. في متاهة النزعات قد خاض وطني التحدي وياليته لم يخضه, ويا ليته كان مدركاً بأنه غير قادر على المجازفة وخوض التحدي..
كانت المتاهة طويلة, والدروب حالكة, وحوائط الفشل تنتصب في كل درب يسلكه, ووطني بصيرته ضئيلةٌ, وإدراكه محدود, وقدراته على التنبؤ بسبيل للنجاة غير مقنعة,..تاه الوطن..و شاخ الوطن على أرض المتاهة, وجاء المواطن لنجدته يوماً فنكث عهد الوفاءِ, و أقام العثرات على أرض المتاهة وخرج للناس مدعياً معلناُ بأنه ذهب لنجدة ذلك العجوز, جلس الوطن على إحدى الحجارة التي قد نصبها ذلك الولد, وبكى الوطن وبكت لبكائه السماء.!!
أخرج من جيبه ورقة.. ومن الآخر قلماً, و وثب على ركبتيه وضل يرسم خريطة وهو يبتسم"و ما أجمل ابتسامات المسنين حين تسلب اللب بصدقها ووقارها" وثنى الورقة ثم كتب على الجنب الآخر وصيةً وعيناه تذرفان.."و ما أقسى دموع المسنين حين ترهق القلوب وجعاً "طوى الورقة وكتب على وجهها"خيبة"ثم دفنها تحت التراب واسترخى بجانبها.. ونام الوطن فنامت معه الحياة"..
إيمان القاضي
خَّيْبَة وَطنْ...! 1197