;
عبدالرب الفتاحي
عبدالرب الفتاحي

صالح والحوثيون أوراق مناطقية !! 1071

2015-03-14 07:38:57


أتعجب من البعض من الذين مازالوا يتحدثون عن جماعة الحوثي باعتبارها تعرضت للإغراء كما لو كانت شابة خرجت في فسحة ليلية ثم وهي في الطريق تعرضت للاغتصاب, لكن ما يحدث يجب أن يكون موضوعي لقد انتهكت الجماعة كافة الحريات وقامت بعملية قتل خارج نطاق القانون وكانت ممارساتها دليلا على ضرورة أن يكون قانون العدالة الانتقالية نافذا على الجماعة باعتبارها منتهكة للحقوق والحريات.

مسألة القتل ضد المتظاهرين وحالة التعذيب المتكررة التي تعرض لها بعض من الناشطين يجب أن تصنف على اعتبار أنها جرائم يجب أن يحاسب ويعاقب مرتكبيها وعلى جميع المنظمات الحقوقية والصحفية أن ترصد ذلك وتعمل على فضح تلك الممارسات واعتبارها كارثية ولا يجب أن تصنف على أنها فقط انتهاكات.

لقد كان الاعتراف بالجماعة وفق قضية شاملة تحت صفة صعدة مضيعة للوقت وجعل المسألة مرتبكة وجعل الجماعة شرعية منذ أن بدأ السياسيين يلعبون بالأوراق لمجرد الحصول على إغواء سياسي فقط الجماعة هي من إنتاج صالح وهي كانت تنفذ الحرب بالتعاون مع صالح ذاته الذي كان يقفل باب الحرب باتصال هاتفي فقط.

الكثير من الجنود في تلك الفترة تعرضوا للقتل والحصار كان صالح يعتقد أن مقتل الجندي ليس شيئا يمكن أن يؤدي إلى خسارة ويعتبر ذلك أمرا طبيعيا لم يكن صالح يتحدث عن الجندي الذي يملك راتب يصل إلى عشريين ألف ريال ويملك أسرة كاملة قد تكون أب وأم وستة من الأولاد ولذلك كانت الجماعة وليد غير شرعي وتم رميها في الطريق لكن الذي سيطر عليها لم يكن غير شخص أفرزها وحركها وفق مقتضيات شخصية وسياسية وهاهي الجماعة تلعب نفس الورقة التي وجدت من أجله.

بعد أن نفذت جماعة الحوثي حربا بلا هوادة اتسعت ظروفها وكانت تلك الحرب عبارة عن تصفية حسابات وكان الجيش يدفع ثمن تلك الخيانات التي كانت تؤدي في النهاية إلى خسارة أخلاقية ومعنوية للجيش في حربا عبثية وجدت كي تكون مسمار جحا وفق المتقضيات الرخيصة ومن هنا تعود الجيش أن يتحرك عندما يكون لدى الزعيم اتجه في استنفاذ الجوار في الحصول على المزيد من المال ففي أحد المعارك وبعد تدخل السعودية قال صالح أن الحرب الحقيقية بدأت.

بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء بدأت في انتهاك حقوق كثيرة منها حقوق الناس في اختيار ظروف العمل السياسي الذي يسير أمورهم لذلك غلب الحوثيين من رغبتهم في السلطة في فرض شخصيات لا تملك الخبرة وهي قريبة من العصبية ذاتها كما أن الجماعة وفق تلك الممارسات لم تعد قادرة على إيجاد الخيارات المتاحة وقلصت من دور المجتمع ونفذت حربا بالوكالة لكي تحقق رغبة سياسية في تصنيفها على أنها معتدلة خاصة وهي تنفذ حربا على ما تسميه الدواعش.

في محافظة إب يقتل المتظاهرون ويخرج أفراد من الجماعة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بخروجهم وإنهاء احتلال المؤسسات والتطاول على اللوائح والقوانين وفي البيضاء كذلك تتعرض المدينة لنفس طريقة الاحتلال من فئة مازالت لم تستوعب أن ظروفها قد انتهت وعليها أن تعود إلى لغة الكهوف واللعب على الخيزران لكن الجماعة تقوم بالانتهاكات وحالة التعذيب ومنع النشطاء من شربة الماء وتقطيع الأصابع والجدم والضرب الشديد والحرب النفسية والمعنوية فيما يحاول أفراد من الجماعة الحصول على الكلمات السرية والأرقام من النشطاء لاقتحام صفحاتهم على الفيس بوك وكذلك منعهم من مزاولة العمل السلمي.

ورغم كل تلك النشاطات التي تعتبر دليلا على إفلاس الجماعة أخلاقيا فإن الظروف يجب أن تتغير بحيث لا يجب أن يكون التعامل السياسي وفق الأوراق التي يجب أن تكون جسرا على أجساد الضحايا فمنذ ثورة فبراير والأطراف السياسية تعمل على خلق واقع يناسبها فهي تتشكل الظروف بناء على قدرتها على خلق أوراق جديدة دون أن تهتم بالجانب الحقوقي والاجتماعي ثم كانت المساحة السياسية دليلا إضافي على إفلاس تلك الشخصيات والأحزاب من تحقيق أي مكتسبان على الأرض.

جماعة الحوثي كانت ورقة استمدت قدرتها من الجانب المناطقي والمذهبي الذي كرسته في وجودها وكانت تنفذ تشعبا جوهري في تحقيق عملها على الأرض من خلال السيطرة على السلطة وتنفيذ أجندتها وسحل كل المطالب باعتبارها أمريكية وخريطة عمل لتدمير اليمن

فيما كانت الجماعة غير قادرة على إقناع المجتمع بأي هدف غير أنها استطاعت منذ وصولها أن تقتل بعض القادة العراقيين الذين فروا من العراق في فترة سابقة بعد الاحتلال الأمريكي لأن إيران ترى إليهم باعتبارهم كانوا قادة في حربهم ضدها طوال السنوات الثمان وعندما أردت الجماعة أن تبرر قالت أنهم كانوا مشتركين في الحرب ضدها إلا أنها تركت قائد تلك الحروب ومن يصدر الأوامر وتحالفات مع صالح لتحقيق المكتسبات المناطقية.

صالح كان يردد منذ فترات 1994 في إقناع بعض من المقربين إليه أنهم إذا لم يقفوا بجواره ضد العدو الجنوبي اليمني الذي حقق الوحدة وتنازل عن كل شيء فإنه لن يحكم زيدي بعده وعندما قامت ثورة فبراير وكان الرواد فيها شباب تعز ومواطنيها قال صالح- أمام بعض من القبائل- إن البراغلة يريدون السلطة وربما أن الحوثيين كانوا في أسلوبهم قريبين في الانطباع الخاص الذي تشكل في وجدان صالح وكان هدفهم أن لايقترب الحكم من أي طرف كان سواء أصحاب المعاوز أو حتى البراغلة أنفسهم لذلك استطاع الحوثيون- وبالتحالف مع صالح -أن يقضوا على مخرجات الحوار والحلول التي ترضي الجميع وأدروا فرض الأمر الواقع ومازال التهديد جارياً باجتياح تعز وعدن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد