لم يستفق أنصار الحوثي بعد من مأساة خروج هادي أمام أعينهم وفي وضح النهار من بيته في صنعاء وتوجه نحو عدن ليمارس شرعيته الدستورية التي منحها إياه الشعب بأكمله، فظلوا يلطمون أخماساً في أسداس؛ كيف استطاع الخروج والعبور براً إلى عدن وقطع مسافة الست ساعات دون الشعور بعدم وجوده وأنه قد غادر رغم الحراسة المشددة التي طوقت منزله، وحاولوا بكل الأساليب التغطية على خيبة أملهم وعدم استطاعتهم منعه بأن لا شرعية له كرئيس للجمهورية وأنه فاقد للأهلية وأن ما يقوم به لا يعنيهم بحجة أنه قد قام بتقديم استقالته.. فعيشوا بأحلامكم وغالطوا أنفسكم فالشعب برمته معترف به ومن خلفه دول الإقليم والعالم بأكمله، فأنتم من لا شرعية لكم ولا يوجد أي تأييد من قبل أحد لتصرفاتكم غير إيرانـكم.
لم تُخمد نار الغيظ في قلوب (المنقلبين) ولم تهدأ حرارة الصفعة الأولى حتى نزلت صفعة أخرى لا تقل حرارتها عن الصفعة الأولى بمقدرة اللواء (محمود الصبيحي) التخلص من قيدكم المقيت والتوجه نحو (الشرعية) وتلبية إرادة (شعب) لا إرادة قنابلكم وأسلحتكم الذي تصورتم أنكم تستطيعون من خلالها تكميم الأفواه وإذلال الرجال والسيطرة على البلاد والعباد، فالأوطان لا تُقيد ولا تحبس ولا يمكن تسييرها كما تتمنون، فالمنظور الضيق الذي أردتم من خلاله الانقضاض على الدولة والسيطرة على زمام الأمور لن تتمكنوا (قيد أنمله) من تحقيق ما تهدفون إليه، فاليمن أكبر من الجميع.
فالصفعة الثانية لن تكون الأخيرة بل هي عبارة عن امتداد صفعات ستتوالى على رؤوسكم وسترون في الأيام القادمة أنكم مجرد واهمين بتحقيق انتصارات لا يعترف بها أحد غيركم، فمسار الدولة سيتم تصحيح مساره وتقويم اعوجاج بلد عبثتم به، فاحترسوا غضب الحليم وإهانة الكريم فلن تمر ترهاتكم مرور الكرام فشعب يعشق الحرية لا يقبل الضيم والهوان ولو على رقابهم ويأبون أن يكونوا دُمى تحركونها كما تريدون، ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً.
أمجد خليفة
الصفعة الثانية 1553