الإعلام بمختلف أشكاله وتنوعه في هذا العصر أصبح المرتكز الأساس لكل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.. ولكن تبعا لأهواء وأطماع الدول المؤثرة في المشهد السياسي العالمي..فصار أما معولا للهدم أو وسيلة للبناء وفق أجندات النفوذ الولي.
هذا التوصيف لا يشذ عنه – في رأيي- إلا الوسائل الإعلامية المتخلفة عن مواكبة الأحداث وتسارع المتغيرات في كل اتجاه.
وإذا ما نظرنا إلى فاعلية الإعلام اليمني في المشهد السياسي المحلي في المرحلة الانتقالية بما فيها من سلبيات.. ولاءات ..تحزبات.. وانتماءات ضيقة.. تصل أحيانا كثيرة إلى درجة الفتنة، نجد أن الإعلام صار معول هدم بدلا من أن يكون وسيلة بناء.
وحين يخرج الإعلام عن خط سيره الطبيعي – ولا يكون ذلك إلا في زمن اللا دولة - فإنه يتحول إلى غول يدمر كل شيء بإذن قوى النفوذ والاستكبار وبأقلام الفتنة.. فيذكي النعرات وينشر الأمراض الاجتماعية ويضرب المجتمع في مقتل.
وبنظرة عجلي إلى الإعلام اليمني عموما، و الحزبي منه خاصة فإننا نجد انه إعلام مؤجج.. ينشر مفاهيم الصراع ويشكل رأيا عاما متصارعا بأسلوب فوضوي لا ضابط له، حين توارت دولة النظام والقانون عن المشهد.
مثل هذا التعاطي الإعلامي السلبي أدى إلى وقوع الإعلاميين أنفسهم في شر ما صنعوا.. فصاروا هدفا لردات الأفعال.. فطالتهم أعمال العنف بسبب ما كتبت أيديهم.
ولا شك إن الإعلام عموما هو انعكاس لما يحدث في الواقع.. وطالما أن هناك مراكز قوى متعددة ولها أجندات مختلفة فالإعلام هو الآخر متعددا أيضا.
منصور بلعيدي
الإعلام ...في زمن اللا دولة!! 1282