غارقة أنا في خيبتي, مكبلةٌ بأوجاع وطني.. مسلوبة حريتي.. في بلد عثرنا فيه عن آلاء عجزنا عن إيجاد دواء له!!
في وطن يعاني شعبهُ من فوضى جماعة فرضت نفسها على البلد غصباً.. وأي راحةٍ في وطن قد قُطعت فيه أوصال الحرية.. وسلبت فيه حرية الصحافة.. وكُمِمَت الأفواه عنوة!؟
مشتتون تائهون في فوضاهم هم.. لا يدرون ماذا يفعلون ليمارسوا سياستهم على الشعب بعد أن خابت آمالهم في وطن قد أصبح يتيماً..لجأ أصحابنا إلى المقار الإعلامية وإغلاق الصحف, وهل يقرؤون أصلا ليهاجموا صحيفة!؟؟
وما يدريهم ما الصحافة سوى أنها مناشير ورقية فيها جرائمهم قد صورت للشعب بشكل أكثر حرفيه وأعمق تفصيلاً..
هذا فقط ما يدركونه من الصحافة وكلٌ يخشى شيئاً قد يكون سبباً في هلاكه..
عقولهم الفارغة لا تعي بأنه كلما كانت نسبة الصحافة والثقافة في البلد أكبر كلما حسنت الوضع في البلد سمعة و واقعاً..
كنت ذات مرة قد كتبت في إحدى مقالاتي أنك إن تقتل إنساناً لا يقل جرماً على أن تسفك حبر قلمه بيدك وتكتم نفس الحقيقة فيه بل الجريمة هنا قد تكون أشنع حيث أنك قطعت شريانا لجسد لا يزال يحتضر!
في بلدنا يا سادة لا قدسية للصحافة,و لا اعتبار لحرية المواطن, في بلدنا كل الأشياء يمكن أن تكون موجودة إلّا الشيء الذي تبحث أنت عنه.. في بلدنا الحرية مطلقة إلا أن تمارس حريتك بحرية!!
في هذا البلد الحبيب عقارب الساعة تعود إلى الوراء.. إلى عصر ما قبل الثقافة.. إلى عصر تكريس الاهتمام باستخراج الصخور والأحجار من الكهوف والجبال..إلى العصر الحجري نحن نتجه.!
"وا أسفاه عليك يا وطن.. و يا وجعاً على أرض قرنت السعادة باسمه لقرون.. و أين السعادة اليوم مما نحن فيه يا وطن ونحن بصدد السفر إلينا قبل التاريخ؟؟ لنكتب على الصخر, ونعيش على الصخر..و نربي في بيوتنا عقولاً تملؤها الصخور.. آه ثم آه عليك أيها الوطن ونحن نرى تبكي وتحتضر و ما باليد حيلة غير النحيب.. فإن ناشطينا خرجوا ومورست ضدّهم أبشع أنواع الحرق والتعذيب..و إن أحرارنا حرروا أناملهم و نقشوا بأقلامهم قصائد حرية.. قطعت تلك الأنامل وكسرت الاقلام!! لكننا لا نرضخ ولن ننقاد لجماعة قد نشأت وترعرعت على الجهل والتخلف وإقصاء الحقائق.. ولن نرضى أن تربينا هي بما قد كبرت عليه.. فحرية القلم أشد قدسية من حرية الإنسان نفسه..
إيمان القاضي
سَينتَصر القَلم علّى الكلاشنكوف 1130