يحكى أن عنس كان لها مدبر، يدبر شؤونهم ويشير عليهم فيلجأون له في أوقات ضائقاتهم '' و مع سابق المعذرة لأهل عنس الكرام''.. وفي يوم من الأيام حصل أن ثور أحد الرعية أراد أن يشرب ماء من الدوح، والدوح كان بداخل غرفة عند بابها، فلما أنزل الثور رأسه ليشرب من الدوح، احتجز رأس الثور بداخل الدوح، فجاءوا ليخرجوا الدوح ورأس الثور من الغرفة فكان باب الغرفة أصغر من الدوح... فنادوا مدبر عنس ليحل لهم المشكلة، فجاء وبدأ ينظر إلى الثور بعين ويضع يديه على جنبيته، ثم قال لهم وهو يشير بسبابته ''أرى أن تهدموا الغرفة''.. فهدموا الغرفة، وبعد أن أكملوا هدم الغرفة وجودوا المشكلة لم تحل وأن رأس الثور لا يزال في الدوح، فرجعوا إلى المدبر فقال: إذن اذبحوا الثور، فذبحوا الثور، ولكن رأس الثور المذبوح لم يخرج من الدوح، فرجعوا إلى المدبر، فقال لهم: إذن اكسروا الدوح.. فكسروا الدوح بعد أن خسروا كل شيء... فوقف مدبر عنس يبكي فقالوا له لماذا تبكي؟.. فقال '' أنا أبكي عليكم..! كيف بتكونوا من دوني لما أموت''..!
ونحن في اليمن جاء المدبر المدبر، جاء لنا بنعمر وهو يعتبر نفسه مخلّص اليمنيين وصانع المستحيل، وهو ذلك السخيف الذي أدخل اليمن بلؤم الطبع وشذوذ الفكر وسخافة الشخصية في أتون معارك رأينا أولها و لم نرى آخرها بعد، هذا الرجل الذي استغل طيبة اليمنيين و بساطتهم ليجعلهم سلعة يسترزق بها، حتى كأنه يزيد من أمد المشاكل لكي لا يقطع رزقه.
كانوا يتهمونه بأقذع الاتهامات ويأتون بتحركاته السابقة المشبوهة في إطار بعض الدول العربية، فكان الكثير يرون فيه رجلا مخلصا. ومرت الأيام لنرى اللؤم الظاهر في ملامح وجهة، ونرى بنعمر وهو يغطي الإجرام ويشرعنه ويجلب له الدعم الدولي ويطبع الأوضاع المأساوية، ويتقلب في مواقفه كالحرباء، فنرى له موقفاً في صنعاء و آخر في عدن، وله تصريح في صعدة و يتغير عندما يصل صنعاء.
بنعمر الذي صنع جمهورية موفنبيك وكان رئيسها، فصنع حواراً لم يتعدى خراسانات موفنبيك ثم بعد أن صنع حوارات موفنبيك نقضها بنفسه باتفاق السلم والشراكة، ليعود مرة أخرى ليهدمهما معا ليؤكد العودة إلى المبادرة الخليجية..
هدم التحركات الشعبية في 2011 ليصنع المبادرة الخليجية ثم هدم المبادرة ليصنع السلم والشراكة ثم هدم السلم والشراكة ليصنع اتفاقات موفنبيك في غياب هادي، وهرب هادي فذهب إلى عدن ليصنع اتفاقات جديدة ونسمع منه تصريحات سخيفة، والمشكلة كل المشكلة أننا نجد السياسيين يسمعون له ذلك لأن هذا اللئيم هو سمع وبصر العالم في اليمن، و إذا كان نظر العالم بمثل هذه الرداءة فترقبوا سياسات هوجاء وعوجاء و ترقبوا مواقف لا تليق بحضارة اليمن، وأظن أنه من العار على اليمن وحضارته أن يكون فيه العقل المدبر رجل يدعى جمال بنعمر..! وعذري مجددا لأهل عنس أنني شبهت مدبرهم إلى بنعمر '' عزكم الله.''..!
د.عمار التام
بنعمر..ومدبر عنس 1772