الهابطون في القيم لا يهمهم شعب يموت أو يدمر وطن.. اختفت القيم والمبادئ بعيداً عن اليمنيين وتاه الشعب وتأخر اليمن عن البلدان عشرات السنين، ضعنا وضاع الخير من بيننا, لقد سيطر الشيطان على العقول وأصبحت نظرتنا للدنيا وليكن في الآخرة ما يكون.
أيها اليمانيون.. المسألة ليست عبوراً والعرض يوم النشور حساب وعقاب واليوم عند الله بخمسين ألف سنة من ما تعدون، يحكمنا اليوم الهواء والحنين إلى الماضي وكان أبي وكان جدي وكان يا ما كان في قديم الزمان ولسنا مستعدين أو عندنا الرغبة أو مجرد التفكير كيف نصل إلى المستقبل وبما وصل إليه الآخرون من تقدم في كل المجالات وفي تقديم الخدمات، المدنية والحداثة والديمقراطية والتغيير شعارات تسوق لليمنيين ومن ورائها الباطل لأنها مخالفة لأوامر رب العالمين..
اليمن على عاداتها في العطاء, والساسة على عاداتهم في الجفاء الماديات هي من تحكم اليمنيين وتؤصل لهم الحياة, والشعب مرتهن تفرض عليه مشاريع بعيداً عن حل المشكلات وهموم الغلاء، واقع مؤلم يعيشه الشعب ليس له مثيل ما بين التبديل والتغيير للأشخاص ندمر ما بنيناه طوال السنين، وفي اليمن التغيير (حليمة عادت لعادتها القديمة) والقيم والمبادئ تذهب أدراج الرياح بعد الخطب والتصريحات، العنصرية مغروسة في نفوس بعض القادة والساسة وعممتها الأحزاب والجماعات وأرضعوها لمن يستطيعون من المواطنين وفرضوها على الضعفاء والمساكين، اليمن ليس فيها مشاريع تنموية تعود بالفائدة على اليمنيين سواء مشاريع الساسة والقادة من الإقصاء والتخوين ومن يريد تقرير المصير بيديه السيف والسكين ومن له القدرة على التفجير والشعب اليمني أثناء جلسات المقايل والتخزين يستمع لمؤامرات المتصارعين على السلطة ولصولات وجولات المرافقين لمن يخالف حكم الشيخ وحكم المحكمين هذا هو حال اليمنيين في القرن الواحد والعشرين، الهابطون في القيم تدمر على أياديهم اليمن بفضل القات والسلاح بأيدي الشباب والتيهان الحاصل للشعب سببه البعد عن الدين عند الكثير من اليمنيين، ليتنا قمنا بثوره على الأخلاق والقيم والمبادئ وثرنا على المفاهيم التي تتعامل معنا بالقوة وبالصميل والتدريس والتوزيع للمجتمع على أساس هذا رعوي وهذا قبيلي وهذا سيد وهذا شيخ وهذا جعيل ، بحقدهم هذا أوجدوا الفوارق بيننا، لو أننا ثرنا على أنانية الأسر وربينا أولادنا على حب اليمن والاحترام والتقدير فيما بيننا كيمنيين، ما حصل في اليمن الذي حصل من خراب وتقسيم وانزلق الكثير خلف المدمرين، لقد عمقنا في النفوس كبر وأحقاد الزمن حتى توسعت في المجتمع حلقات الخروج على القيم والمبادئ لأننا أفرطنا في التصرفات الخارجة على الدين وبعجزنا على مواجهة المواقف والعواقب.. زادت أفعالنا وأخطاؤنا التي انسلخ منها الحياء وأصبغنا عليها الأحقاد التي نصنعها في النفوس ونؤسس لها في القلوب أمراض ولت من زمان نعيد صياغتها اليوم ونستجيرها من جديد نؤلف لها حكايات ما أنزل الله بها من سلطان، نكذب، نحلف، نخالف، ويظل الحرام هو سيد الموقف كلنا أفراد وأسر والقبائل تؤصل لنفسها ولأفرادها العلو على الآخرين والانحراف وبما يؤصله لنا الدين نتمسك بالرذيلة ونجعل منها أبواب للدخول إلى المجهول مصرين على الخوض فيها نعيدها نجعل منها قصص وأفلام نعمم هذه الأفكار ونرسخها في عقول الأطفال، وبفضل هذا التوجه اليمنيون قادمون إلى عرقنة ولبننة اليمن بمصطلحات لم يقرها الزمن ولم يعترف بها الرجال، جنوبي، شمالي، زيدي، شافعي، شيعي، دحباشي، برغلي، جبلي، بدوي..
هذه التسميات مخالفة لكل ما يدعو له الدين من وحدة للأمة، والإسلام لم يقرها ونحن باسم الدين نلبسها (قميص عثمان) حياتنا أصبحت كلها أخطار ليس في ذاكرتنا سواء تلك المحطات الرديئة في حياتنا والتي صنعها لنا القادة والساسة من الحروب ومن الأزمات وهي الحاضر الوحيد في اليمن وبغياب الدولة شبابنا يقتلون في الساعة واللحظة والتي نتذكر فيها الحجج الواهية بما تشاهده العيون المخادعة والألسن الكاذبة للإعلام الهابط الذي يجعل من حياتنا كلها وسائل مرتهنة للشيطان الذي يوسوس للإنسان بأن عمله يلاقي الاستحسان وهي في الحقيقة ذاته من تستجيب فقط وهذا في حد ذاته ينافي الحقيقة التي أرادنا الله أن نكون فيها لكي تستقيم الحياة ويعيش الإنسان بأمان وطمأنينة بعيداً عما يريده لنا أعداء الإسلام من هبوط وخسران في الدنيا والآخرة ويضل من يتحكمون بمصيرنا هم قله قليله من هذا الشعب وليس كل الشعب..
اليمن على حافة الهاوية والشعب اليمني لا يمكن أن يقاس في مجموعة بالمهرجانات والمظاهرات ومخطئ من قوته هي قوة المليشيات وليس البرامج التنموية ورفع المعاناة.. اليمنيون لا ينتظرون ماذا سيقدم لهم الواصلون إلى كرسي الحكم سوى تقاسم المكاسب والمناصب الذي تنتج عنه زيادة الفقر وتوسعة دائرة الإجرام والدمار..
لقد أصبح ممكناً لمن يجمع بعض الآلاف, من السهل عليه الوصول إلى مركز القرار والحوار في اليمن, مثل الحرب لا ضوابط له ولا فائدة، الإسلام في اليمن أصبح شعارا ما عاد نحترم الصلاة أو الأذان لأن علماءنا والوعاظ بعضهم شغلوا أنفسهم بالسياسية وتركوا الشباب وكل من في الشارع بدون وعظ أو إرشاد وبدون أٌخوة..
الجفري يمارس التحريض على منهم من الشمال أسوأ الأفعال يبدو أن الجفري صبأ فلم يكن له وزن في شبابه واليوم يريد أن يكون رقماً في حسن الختام ومن يريد بأفعاله أن يتموضع في الدرك الأسفل من النار يكون مثل الجفري وأمثاله في النضال، لم نتحرر من القيود في اليمن ومن يوسعون الذمم لأن ذممنا لم ترتق إلى حب بعضنا أزمات وفتن داخلية متعددة يكون سببها تصرفات مخجله بعيدة عن سلوك الإنسان السوي الذي يعلم بأن الظلم ظلمات يوم القيامة في النار اللهم لا تولي علينا في اليمن فاقدي الذمم والقيم, واحفظ اليمن اللهم آمين .
محمد أمين الكامل
الهابطون في القيم يدمرون اليمن (1) 2866