قد يكون ما حدث في 21 فبراير 2015م- في نظر الكثير- حدثا عظيما ونقطة فارقة في مسيرة التغيير في اليمن بعد الانتكاسات الكبيرة التي حدثت خلال العامين الماضيين 2013م-2014م بل نكاد نجزم بأن 21 فبراير 2015م قلب المعادلة وأعاد شوكة الميزان التي اختلت جراء الأحداث المهولة والتي نزلت على الشعب اليمني كالصاعقة نتيجة التخاذل والإحباط الذي سيطر على الشارع اليمني بعد تقدم المليشيات المتمردة للحوثي صوب المدن اليمنية والتهامها الواحدة تلو الأخرى بدءا من عمران ومرورا بالعاصمة صنعاء ووصولا إلى عروس البحر الأحمر وقبل ذلك" ذمار وإب والبيضاء وريمة" ولا أحد ينكر أن الـ21 من سبتمبر من العام 2014م كان بمثابة الكابوس الذي صعق العالم والإقليم قبل اليمنيين وبدد الحلم الكبير لشعب تواق للحرية والانعتاق والتحرر من حكم الفرد والأسرة والعائلة.
ولست هنا بصدد سرد تاريخي للأحداث لكن أقول ما قام به الرئيس هادي في الـ 21 من فبراير 2015م يعد- حسب اعتقادي- ثورة جديدة مكملة لثورة فبراير 2011م بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليس أمام الرئيس هادي اليوم إلا أن يشمر عن ساعديه وينفض غبار المرحلة الماضية ويبدأ في رسم إستراتيجية جديدة لما بعد فبراير 2015م..
أقول على الرئيس هادي أن يتجه صوب البحر الأحمر وبأسرع وقت ممكن ويمكنه الاستعانة بالمملكة العربية السعودية والقوات الدولية في البحر الأحمر للحفاظ على أمن وسلامة الملاحة الدولية وفرض عزلة حقيقية للمليشيات المتمردة ومن يساندها ويقدم لها الدعم عبر المنافذ البحرية, فاليوم مطلوب نشر القوات البحرية اليمنية وعلى طول الساحل اليمني الغربي من نقطة باب المندب وإلى ما نقطة الالتقاء مع البحرية السعودية بعد ميناء ميدي الساحلي..
إن سيطرة القوات البحرية اليمنية على الساحل الغربي كاملا وتأمين الساحل الشرقي الذي يعد حتى إلان بيد القوات البحرية اليمنية اقصد بحر العرب والمحيط، ولا تواجد للحوثي في تلك المناطق البعيدة نوعا ما عن مناطق نفوذه، كما أن التواجد الكثيف للأساطيل الغربية بالمنطقة يسهل من المهمة ولا يعد هذا تدخلا بالِشأن اليمني وكما سيحاول البعض ترديده لاحقا لأن القرارات الدولية- التي صدرت فيما يخص اليمن تحت الفصل السابع والسادس هي تجيز للمجتمع الدولي استخدام كافة الوسائل لتامين الملاحة الدولية وللحفاظ على امن وسلامة الممرات المائية الدولية ومن الأولى درء الخطر قبل وقوعه، كما أن مساندة الشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس هادي وكما تتحدث التقارير الدولية والإقليمية بل وتؤكد عليه الدول الإقليمية ودول العالم وعلى الدوام وهم من رحبوا بخروج هادي من معتقله وباركوا خطواته في سبيل استعادة الشرعية الدستورية في البلد ولن يتم تطبيق مخرجات الحوار الوطني التي وافقت عليها كل القوى الوطنية بما فيها مكون الحوثي السياسي الذي شارك بمؤتمر الحوار الوطني الذي استمر قرابة 10 أشهر ثم تنصل منه إلا عبر تسوية الملعب وردع أي مكون يمني يرفض ما تم الاتفاق عليه مسبقا في مؤتمر الحوار الوطني وعليه ليس أمام العالم والإقليم إلا مساندة الرئيس هادي والشعب اليمني في استعادة دولته وبناء الوطن اليمني ...
وختاما اعتقد أن المملكة العربية السعودية والخليج قد شعروا بحجم الكارثة إن هم تركوا الأمور تجري بما تريده طهران ودعاة الفتنة والحرب لذلك لم يكن أمامهم إلا التحرك ودعم الرئيس هادي ولن يكون لهم ولنا كيمنيين من خيار آخر إلا بالوقوف في وجه من تسول له نفسه محاولة فرض أمر واقع وحكم اليمنيين بدون رضاهم أياً كان حجم وشكل ونوع وفئة هذا المكون أو ذاك ثم إن غلبة بالسلاح ومنطق القوة ولى ولم يعد له رواج ولا قبولا عند كل إلاطراف المحلية والدولية فهل يعي الرئيس هادي والخليج أين يكمن الحل ومن أين تؤكل الكتف؟
لا أحرض على قتال ولا أنصح بالمواجهة إلا في حال فرضت على الشعب اليمني فرضا، لكن أقول إن حصار المليشيات المسلحة بمنع وصول أسلحة لهم عبر البحر هو المفروض أن يتم لا حصار الشعب اليمني اقتصاديا وإنهاكه والقضاء على أمل الاستمرار في هذا الواقع الاقتصادي السيء بل المدمر والقاتل... والله المستعان
عبد الباسط الشميري
الخليج يقلب الطاولة على طهران وأمام هادي فرصة تاريخية! 1389