فور التوافق على تكليف خالد محفوظ بحاح في أكتوبر الماضي، اتصل بي صديق عزيز، وهو بالمناسبة _ حسبما يقول_ في موقع المساهم في القرار داخل جماعة "أنصار الله"، منتشيا بدوره في إقناع الرجل بالعودة إلى اليمن لتشكيل الحكومة.
لم يعد هذا الصديق يتصل بي.. والشاهد، من مواقفه وآرائه، أنه لا يشعر بالخجل مما يحدث لرجل قام هو بإقناعه، كما يقول، بالعودة من العالم الجديد إلى "الأرض المحرمة" لتولي رئاسة حكومة!..
منذ ذلك اليوم كبر خالد بحاح في عيون اليمنيين، مقدما مثالا مشرفا على رجل الدولة المحترم، مذكرا بشخصيات حكومية محترمة سبقته مثل فرج بن غانم وفيصل بن شملان، بينما انحدرت جماعة الحوثي إلى الحضيض.
والآن؟
تفرض الميليشيا منذ 5 أسابيع حصارا على منزل رجل الدولة دون أي رادع من دين أو أخلاق (ولا أقول وطنية!).
لم يسبق أن شهد اليمن انحطاطا مماثلا منذ حرب 1994 وحتى في تلك الحرب الإجرامية التزم الرئيس السابق صالح محددات في ما يتعلق بقيادات بارزة في الدولة والحزب الاشتراكي.
بمعزل عن رطانات قائد الجماعة وشطحات المتحدثين باسمها، فإن التاريخ سيسجل على هذه الجماعة أنها تجاوزت الحدود كلها، في إهانة اليمنيين، والتجرؤ على المناطق المحرمة في العلاقات السياسية والاجتماعية بينهم، دون أي اعتبار لمخاطر سلوكها على النسيج الاجتماعي والوحدة اليمنية.
من صفحته على الفيس بوك
سامي غالب
رجل الميليشيا.. ورجل الدولة! 1016