عدن و ما أدراك ما عدن
عدن عدن يا حبيبة
عدن عدن يا بهية
يهواك كل العباد
يهواك شرقي وغربي
يهواك تاجر وحزبي
يا جنتي والوداد
لم أزرها سوى مرة واحدة..
" قلت لهم يا جماعة أخاف ينفصل الشمال عن الجنوب وما عرفت عدن".. ورغم الإشاعات المغرضة والأخبار المفبركة والمخاوف من أعمال الشغب والتقطعات عزمنا وتوكلنا على الله وكانت بالفعل رحله لا تنسي أبدا..
وياذي تبون الحسيني
عزمت باسري معاكم
بالي قدا قرة العين
ياسين يا زين ياسين
وصلنا عدن ولم نجد فيها إلا كل خير
وشممت رائحتها واستنشقت هواءها العذب الذي يرد الروح, وتجولت في شوارعها وجلست أمام بحرها كل هذا وأنا أقول في نفسي" سامحيني يا عدن"..
فلا أخفيكم سرا أنني كنت أتخيلها بدون شمس قليلة الأوكسجين.. هذا لأني نشأت على خرافة وسخافة تزعم أن عدن ليست سوى مسرح للهو والسفور, وأنها مدينة علمانية لا تعرف الدين..
ووالله ما وجدت سوى القلوب الطيبة والنفوس النقية والأخلاق الراقية, وبساطة المعيشة ورقي التعامل والذوق والهدوء..
لم يأسرني منظر البحر كما أسرتني الطيبة و الرقة والإحساس, حتى نقاط الحراك الممتدة على طول الطريق يفرضون احترامهم برقي تعاملهم وأدبهم الجم, حيث لا يمدون أعينهم مطلقا لسيارة فيها عنصر نسائي مطلقا, ثم يرفعون أيديهم بالتحية للداخل والخارج..
وما لفت انتباهي أيضاً هو خلو الشوارع والأسواق من النساء تقريباً وكثرة النساء المجلببات, ومن وجد غير ذلك فلاشك أن الذباب لن يحدثك سوى عن القمائم..
وأنا أتجول في عدن لم أشعر بأي اختلاف ولم ألحظ أي فوارق وكأني في تعز و حواري تعز وشوارع تعز وأقصد بكلامي هذا أننا بلد واحد وجسد واحد لا كما يزعم البعض, لكن في الأول والأخير يظل الخيار و حرية الاختيار لإخواننا في الجنوب ولا أستطيع شخصيا إلا أن أردد قول المحضار وبكل حزن وألم:
أقوله حبني با لغصب
لا لا
أثور أعلن عليه الحرب
لا لا
أسوي ايه ما حيلتي ألا
أصالح وأعطف خاف عاده
يرد عقله عليه
أحلام القبيلي
سامحيني يا عدن 1964