حينما خرج لاعب المنتخب الوطني محمد بقشان من الملعب مصاباً على عربية الإسعاف كان يصرخ فيمن حوله( رجعونييييييي للملعب حرام أصحابي يبقوا لحالهم, رجعوني حتى لو أموت بينهم, حرام هذا الجمهور يخرج زعلان...)
قلت في نفسي وأنا اقرأ هذا الكلام المؤثر: لو أن مسؤولينا والأطراف المتواجدة على الساحة السياسية لديهم هذا الحس الوطني وهذه المشاعر والأحاسيس لما كان حال الوطن هكذا ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.. ولكن اللحم الميت لا ينبض – كما قيل.
فالملاحظ والمؤسف فيما يدور في الساحة اليمنية أن المكايدات والمصالح والارتهان للخارج هي الحاضر الأقوى واللاعب الأساسي في مواقف أكثر هذه القوى, والغائب الأبرز هو هذا الوطن الذي يظلنا جميعا ونتقاسم أحلامه وأوجاعه مما يجعل كل الحوارات التي تتم بينهم تصل لطريق مسدود فيما الوطن يقف عاريا على بوابة الحريق..
فهل تدرك الأطراف السياسية المتواجدة على الساحة اليمنية, خطورة الوضع الذي يحيق بالوطن والذي يتطلب منهم – كما قلت في مقال سابق- أن يتخلوا عن أنانيتهم وأحقادهم وارتهانهم للخارج ويقدموا التنازلات من أجل العبور بهذا الوطن من هذا المنعطف الخطير الذي أوصلتنا إليه مكايداتهم وتقديم مصالحهم على مصلحة الشعب والوطن..
ورغم أن تاريخ أكثرهم يحكي عن علاقة سيئة للغاية مع الوطنية وحب الوطن.. لكننا ندعوهم اليوم جميعا أن يجربوا – ولو مرّة - حب الوطن والخوف عليه ربما يعودون إليه نادمين ومعتذرين وعلى ترابه ساجدين ويراجعون مواقفهم ويتفقون على صيغة لإنقاذ اليمن من مصير مجهول ينتظرها.
(صلاة الحب خالصة لوجهك أنت يا وطني)
شـــــرفة:
الماء يا وطني حزين
والورد في الحدقات
شارد
والليل يخنق خطوة
الوقت المسافر
والبدر في الطرقات
يبحث عن صدى للضوء
والأغاني شاحبات
والظل ذابل
لا شيء يوحي بالأمان
لاشيء ياوطني
سوى هذا الخراب
مضى
يعربد في المكان
جلال الحزمي
عرايا من الوطنية 1198