ثقافة الغباء، وغجرية ما قبل التاريخ، وحماقة داحس والغبراء.. هي سمات المشهد السياسي في اليمن طوال 4 سنوات,حيث صغرت عقول قادة الأحزاب السياسية وطغت ثقافة الانتقام ومفاهيم (أحمر عين, وجني, ونمس, وداهية, و..) على تفكير وممارسات قيادات الأحزاب السياسية ليبدو المشهد العام لليمن بأنه وطن يلعب به أطفال صغار.
وطن انهارت مؤسساته, ودُمر اقتصاده وقُتل الآلاف من الأبرياء وتشرد مئات الالآف, وزادت مُعاناة الجميع وتوسعت قواعد البطالة والفقر, وانعدمت ثقة الخارج في التعامُل مع كُل ما هو يمني, و... تفاصيل ألم وانهيار يلمسها اليمنيون بشكل يومي مُتجهة بمؤشراتها السلبية نحو نهاية وطن بكامله؛ لأن الزعيم يريد الجميع أن يقول: سلام الله عليه, ولأن الأحزاب الأخرى لا تريد وطنا ولا تحب وطنا وتريد التمسُك بكراسي ومقاعد ولو كهيكل عظمي ومُسميات وصفات أضحت هينة مُهانة في إطار هيكل دولة أهين من أعلى هرمه إلى أسفله, وأضحى رهين الوصاية والإقامة الجبرية.
بدأها المُتضرر من ثورة 2011م كانتقام لم تُراعا فيه قواعد ولا أصول للُعبة الانتقام وانحرفت كثير من تفاصيل ونهايات المُسلسل الانتقامي بفعل أحداث عدة غيرها:الضحية,وأداة الانتقام لتلافي غايات المُنتقم والهروب من ضرره.. فتغيرت بذلك كثير من المُعطيات, وحتى النتائج.. لتكن نتائج كارثية تُهدد الوطن بالتشظي والانهيار والتشرذم نتائج لم يكن يتوقعها المنتقم ولم يعد بمقدور الضحية الثقة بالمُنتقم ولا بمقدور الجميع تعويض الوطن عن الأضرار المادية أو البشرية التي لحقت به.. والشعب اليوم لم يهمه سلام الله على عفاش ولا على الإصلاح, ولا على زعطان أو فلتان.. الشعب يهم قوته اليومي ومصيره الاجتماعي, ومٍتقبل الأجيال القادمة, أما صالح أو غيره فلم يهموه لأن الجميع يعذبه ويؤلمه ويهينه, ولسان حالهم إن الله قال عن محمد"وما محمد إلا رسولٍ قد خلت من قبله الرسول".. ذكراه سيرته وما جاء به كذلك صالح أو غيره.. وما صالح إلا رئيس قد خلت من قبله الرؤساء, ذكراه ممارساته وما قدمه لهذا الوطن من خير أو شر!؟.
فالوطن طوال 4 سنوات مضت وحتى اليوم خسر الكثير من الرجال, ودُمرت مؤسساته, ومُقدراته المادية في صِراع أطفال السياسة الذين تختلف مفاهيمهم وممارساتهم عن كُل السياسيين في سائر دول العالم والذين يخدمون أوطانهم في فترات عملهم أما في اليمن فهم يدمرون وطنهم ويقتلون مواطنيهم ويبحثون دوما عن الخلود, لا عن الديمقراطية ولا العدالة ولا التداول السلمي للسُلطة.. يفكرون بعقليات"الغالب والمغلوب, الضحية والمُنتقم,صرعة بصرعة,خيله سبق خيلي؟!"..شعوب تقودها عقليات كهذه مصيرها الدمار والانهيار وهذا هو حال وطننا اليوم.. تضارب السياسيون وبدوافعهم وطرق تفكيرهم الهزيلة وغير المسؤولة مكنوا مليشيات, ما قبل عصر الجمبري من إدارة وطن عُمر حضارته أكثر من 4500عام.؟!..فهل يدركون ذلك والشعب هل عرف طريقه أم زاد ظلاله؟ وهل سينقذون تاريخهم وحضارتهم ويترفعون عن تفكير وثقافة الصغار ويرقون لمستوى الوطنية والمسئولية لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه؟.. ذلك ما ستجيب عنه قادم الأيام لتكتمل لعنة التاريخ أو تزول أولى أوليات اللعنة المُعدة للتوثيق بعد أن خزنتها ذاكرة شعب.
ماجد البكالي
تمكين المليشيات من إهانة شعب؟ 1272