في الحادي عشر من فبراير أحيا اليمنيون الذكرى الرابعة على انطلاق الثورة الشبابية الشعبية وسط أجواء مشحونة بالغضب والانفعال عن ما آلت إليه الأمور في سياق اتساع رقعة الأحداث التي حيرت معها المحللين والسياسيين والمهتمين بالشأن اليمني الذين عجزوا عن إيجاد توصيف دراماتكي يجسد الواقع اليمني المعاش.
وأمام كل هذه التطورات التي شهدها الوطن سواء في خضم الثورة أو بعد تربعها على عرش التوافق! ظل المواطن اليمني يتساءل أين ذهبت أحلام الشباب! وأين أهداف ثورتهم النبيلة؟! وهل كل ما يجري هو المحصلة النهائية لتضحيات الشباب الذين سقط منهم آلاف الشهداء والجرحى وافترشوا الأرض والتحفوا السماء طيلة شهور من عمر الثوره؟ فماذا عن شهدائها! فماذا نسميهم؟ هل نسميهم شهداء الفدرالية أم شهداء الدولة الاتحادية! أم نسميهم شهداء سلطة الأمر الواقع! أم نسميهم أيضا شهداء فك الارتباط !! فأين ذهبت كل تضحياتهم؟ ولماذا عادت السلطة للعرجون القديم (النظام السااااابق)؟ وإلى متى سنستمر في ترديد الأسطوانة المشروخة - نظرية المؤامرة- ونبعد عن أنفسنا مبررات الفشل والإخفاق بعد أن صرنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مانصبو إليه! أهو التهافت علي إرث السلطة المتهالك الذي جعلهم يفكرون في تقاسم السلطة والثروة بعيدا عن المسؤولية أم الرعشة المستمرة "الخاضل" في أيادي الممسكين بتلابيب السلطة خوفا من الفشل حتى سقطت وطاحت معها أحلامهم لأن "من يخشى أن يتألم، يتألم أن يخشى"... بعد أن ارتضوا التوافق الذي كان سببا رئيسيا في إحداث الفشل بحيث كانوا يتقدمون خطوة ويعودون للخلف خطوتين بسبب سوء النية وعدم الجدية لدى طرفي التوافق في تحمل مسؤولياتهم التاريخية والذي أدى إلى ما حصل من انهيار وشيك للدولة في غضون أشهر قليلة إن لم تكن أسابيع.. بعد أن تهاوت مؤسسات الدولة كما تتهاوى القلاع والحصون وصار لدينا مشهد سياسي كحالة الطقس وصارت كبرى الأحزاب الستة مع حلفائها وشركائها معارضة! في مشهد لم يتكرر إلا في اليمن! والعملية السياسية ميتة سريرا ولم يتبق سوى الإعلان عنها في أروقة موفمبيك, أما في أروقة مجلس الأمن فقد أعلن عن دنو أجلها بن عمر عندما قال "إن العملية السياسية في اليمن في مهب الريح "وهي تلك الريح التي عصفت بهادي وأبطحته أرضا وهزت آخر جباله "تبة النهدين "بعد أن تحداها بقوله "ياجبل مايهزك رييييييح"..
وخلاصة ما يمكنا قوله: إن اليمنيين لم يتهنوا بحلم ثورتهم وأهدافها التي جعلت المواطن يسبح في ملكوت نعيمها وخيراتها ولم يروا خيرا في النظام الانتقالي الذي لطالما اصطفوا وصفقوا حوله وتعاطفوا معه رغم أنه تجاهلهم وأثقل كاهلهم بالجرعة القاتلة والتي سرعان ما ارتدت عليه وكانت سبباً رئيسياً في رحيله والذي عجز أيضا عن حماية أنبوب نفط أو برج كهرباء أو تأمين طريق طوال عهده، فلا الشباب حسم ولا الوفاق حكم، فلا الوفاق يجدي ولا الفراق يشفي، لا بلح الثورة ولا عنب الوفاق..
يونس الحكيم
لا بلح الثورة ولا عنب الوفاق! 1277