إن الصراع على السلطة قد يفقدنا الوطن ويجعل اليمن بلا دولة لأننا نفتقد إلى القائد الذي يحقق توجهات وطموحات الشعب واللغة والقواسم المشتركة والتشابه ما بين زمن فرعون وساسة وقادة اليوم في اليمن مستمرة ومنذ ان وجد آدم على الأرض أصبح الخير والباطل في صراع دائم وعندما عصى إبليس ربه بعدم السجود لآدم حينها طرد الله سبحانه وتعالى إبليس من رحمته كانت هي البداية للصراع بين الحق والباطل فما كان من إبليس إلا أن وسوس في إذن أبينا آدم وأمنا حواء بعصيان أوامر الخالق وقعت المعصية وكان أثرها على البشرية كلها.. إبليس طلب من الله أن يجعله من المنظرين إلى يوم يبعثون فما كان من الله إلا أن أعطى الوعد لإبليس؛ لكنه تأكيد من الله بأن عبادة المخلصين ليس لإبليس عليهم سبيل حينها قال إبليس لرب العالمين لأحتنكن ذريتهم, فكانت البداية لذرية آدم عندما قتل قابيل أخاه هابيل وتوالت بعد ذلك رسل الله وأنبيائه على بني آدم ليبينوا لهم بأن الله خلق الخلق لعبادته وعليهم ألا يتبعوا خطوات الشيطان وأعوانه من الجن والأنس وأنهم مساءلون وأمام اختبار يقابلهم بالجزاء والعقاب لمن يوافق أو يخالف الشيطان وأن بني الإنسان لم يخلقهم الله عبثا ومن خلال الصراع أصبح للحق أعوان وللباطل أعوان منتشرون, لكنهم في اليمن أكثر ومن شدة البرامج الشيطانية كانت حقائق الرحمن لها بالمرصاد، اليوم الشعب على علم ودراية بشفرات الجماعات والأحزاب وماذا تريد أن ترسخه في عقول الناس من البطش والاستحواذ الذي تقوم به تلك القيادات التي لم تستوعب غضب الشعب وأن لكل شيء نهاية ولا داعي للاستبداد أو الاستخفاف بهذا الشعب، القوة السياسية في اليمن لم تقم بمسؤوليتها الوطنية بقدر ما تؤسس لها من مقومات تقوم على أسس إما مناطقية أو مذهبية أو تبعية للخارج..
القوة السياسية بعيدة عن واجباتها الوطنية التي تقوم على البناء والإنتاج، حتى أن برامجها أصبحت في نظر اليمنيين شكلية وليس بمقدورها تقديم رؤية أو حل لمشكلة لأنها تبحث عن المصالح الشخصية، حتى بلغ غضبنا مداه على مسار القوة السياسية التي تعيش على واقع الأفكار والأهواء الشخصية وقوة القنبلة والبندقية مع تطور الإنسان وإبداعه في هذا الزمان استطاع الإنسان أن يبلغ من العلم والتمكين والمعرفة حتى تطورت شعوب وأوطان وأصبح همها كيف يظل الإنسان معززاً مكرماً يسوده الحب والاحترام وأصبحت لكل دولة ومن يعيش فيها ثقافات تتصف بها وأهداف تواكب التقدم والرقي والرفاهية, لكن مع الأسف أهل الإسلام وأهل القرآن في اليمن هم المتخلفون على كل بني الإنسان ونخشى أن تصيبنا نتائج العصيان والمعصية التي يقترفها من يتولون أمرنا في هذا البلد وأن يكونوا هم مع سكوتنا عليهم وعلى أفعالهم سبب من أسباب قلة التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق وفساد القلب وخمول الذكر وإضاعة الوقت ونفرة الخلق وضيق الصدر ولباس الذل ومنع الإجابة والدعاء والوحشة مع الرب وقسوة القلب ومحق البركة في الرزق والعمر، لقد أصبح الحب للدنيا عند بعض الناس وبعض السياسيين اليمنيين حتى أصبحت شراهتهم للسلطة وحب التسلط والمال والاستحواذ على مقدرات الوطن تشبه شراهة الكلاب، صفات مشتركة ومتطابقة مع اختلاف الزمن بيننا وما وقع للأجداد عندما سحرت أعينهم في ذلك الزمان من أجل بقاء فرعون وأعوانه كثير في اليمن ويتكرر المنهج اليوم بسحر العقول لمن يقومون بتغيير ملكات العقول من خلال المزايدة بالكلام دون تطبيق ما يقال من قبل الساسة في الجماعات والأحزاب وتظل هذه البلاد تحت رحمة من يسبحون في بحور الظلام حتى لا يرى شعبنا النور إلا من خلال سحرة اليوم من ليس لديهم مشروع لبناء دولة ونبقى تحت رحمة من يحلمون بالظهور بأفكارهم العقيمة التي عفى عليها الزمن ثلاث سنوات تقريبا عاش المواطن اليمني في عهد الحمدي بالعزة والطمأنينة حلم لم يستمر أو يدوم..
إن تدمير الوطن والصراع على السلطة هو الخروج الأكبر الذي أفقد اليمنيين الحق والصواب وما تنعم به كل الشعوب والدول من النعم والأمن والسلام, إن اللغة المشتركة اليوم هي كيف تزايد القوى السياسية على شعبنا وتزيد من مشاكلنا، إن المشاركة لم تكن في بناء الوطن بقدر ماهي في تقسيم مصالح ومقدرات الوطن، لذلك ظهرت فواصل زمنية بيننا وبين جيراننا لأن المتسلقون على كراسي المسؤولية في هذا البلد لم يكن في يوم من الأيام لديهم مشاعر في حل قضايا المواطنين ولم يبذلوا الجهد أو توقيف أسباب التمدد للإرهاب وإزالة ما نعانيه.. لقد تم التمرد على كل قضية من قضايانا وكأنه ليس لنا نصيب من ثمار عصرنا سوى أدوات الهدم والخراب والحقد فيما بيننا.. إن الظواهر السياسية حجبت علينا مظاهر عصرنا ولم يكن الحس الاجتماعي لدى القيادات تلامس المشاكل اليومية لشعبنا بل تغافلت عن مطالبنا وعمقت من السلبيات والعوائق التي تلاحقنا وما تتعرض له بلادنا خير شاهد لما يحدث لنا من تكالب القوة لوأد أحلامنا ووقف الحماس الذي ينبع من صلابة توجهنا نحو التغيير وأصبح مصيرنا بيد من يبعثرون أموالنا في ظل خطط تعمل على إفشال كل من يريد تغيير الواقع الذي نحن فيه من توقف البناء والانطلاق نحو المستقبل الذي تأخر عندنا كثيراً ومن الواجب على الشعب وخاصة الشباب إخماد القوة المعادية وبرامجها التي تهلك الحرث والنسل وإفشال كل جديد يخالف الأمل والطموح..
إن زماننا غير زمان آبائنا ومن يريد بنا العودة إلى أدوات الماضي والبناء عليه أن يفهم بأننا لسنا بحاجة إلى تلك الأدوات بل نحن بحاجة إلى المعالم التي كانت مضيئة وليس إلى الأدوات التي لا تتناسب مع حاضرنا ومستقبل أولادنا، إن اقتحام صحيفة "أخبار اليوم" في صنعاء تحجيم للآراء وتجميد للفكر وفرض للوصاية على الحرية والكرامة الاجتماعية التي تتناولها الصحيفة..
"أخبار اليوم" لها جمهور كبير وواسع فهي أوسع صحيفة يومية انتشاراً في اليمن لو لم يكن لها تأثير ما أقدم المقتحمون عن اقتحامها؛ متى نقبل أن يكون الصراع بالقلم من أجل اليمن؛ اللهم واجمع شمل اليمنيين لما فيه خير اليمن اللهم.. آمين.
محمد أمين الكامل
الخروج الأكبر والغضب العارم 2566