انتفض الشعب عن بكرة أبيه خرج الشباب والفتيات الأطفال والشيوخ رافضين الذل والهوان على حكم الفرد الواحد الذي آثر ثروات الوطن وخيراته لنفسه وللمقربين من حوله، راسمين أمل العيش السعيد بدولة مدنية حديثة سعينا بها للعدالة الاجتماعية والعيش الرغيد والكرامة الإنسانية، بكل ما تحمله هذه الشعارات من معاني، فلم يتوقع أشد المتشائمين بأن شباب الساحات قادرين على اجتثاث رأس الفساد من حكمه ونزع الكرسي من تحته الذي تشبث به طيلة 33 عاماً، سارت أهداف الثورة كما خطيناه بأيدينا سائرين بسفينة الوطن إلى بر الأمان.
نجحنا في ابرام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شارك فيه جميع أبناء الوطن عن ممثلين لهم من كافة الأصعدة والمكونات والتكتلات والأحزاب والائتلافات وانقضى مؤتمر الحوار بشكل يثبت أن طريق الثورة يتوهج نوراً وإشعاعاً نحو تحقيق غاياتها، وبعد كل ما مرت به الجهود الثورية والتضحيات الشعبية أبى أعداء الوطن والحاقدين على إرادة الشعب في استمرار النجاح للثورة الشبابية الشعبية السلمية وجعلت من بنود مخرجات الحوار حبراً على ورق ولم تلامس أرض الواقع لتبقى ثورتنا نصف ثورة ولم يكتب لثورتنا ما حلمنا به وما رسمناه لأنفسنا بمستقبل يجعل من دولتنا دولة مدنية حديثة.
تكالبت أيادي الشر والظلام وتكاثفت جميعها على اسقاط الثورة وارجاع البلاد ليس فقط إلى ما قبل ثورة فبراير المباركة، وإنما إلى حكم الإمامة الذي ثار عليه أجدادنا وآبائنا منذ 53 عاماً، كيف لا؟.. وقد اتحدَ أحفاد الإمامة القابعين في كهوف صعده مع المخلوع علي صالح وزبانية نظامه البائد بالالتفاف على تنفيذ مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية وإفراض اتفاقية السلم والشراكة التي خطوها حسب أهوائهم ومصالحهم الشخصية، وبالرغم من عدم تنفيذ بنودها من قبلهم بالذات إلا أنهم استطاعوا من خلالها (الانقلاب) على السلطة الشرعية الوحيدة في البلد المؤيدة من قبل الشعب بأكمله في 21/2/2012م والتأييد الدولي والإقليمي التي تحصلت عليه المبادرة الخليجية والشرعية الرئاسية، حيث أننا لم نجد منهم أبسط عوامل الدفاع عنهما، والشيء الوحيد الذي لمسناه منهم هو الإدانة والاستنكار ووضع الدولة والمليشيات المسلحة على صعيد واحد بإصدارهم للبيان الأرعن بـ(أن على جميع الأطراف المتصارعة في اليمن التخلي عن السلاح والرجوع إلى اتفاقية السلم والشراكة)، في الوقت الذي كان فيه منزل الرئيس هادي محاصراً من مليشيات الحوثي الغاشمة وكأنه تشريع رسمي (للأمم المتحدة) على تواجد الحوثيين وتمهيداً لهم للسيطرة على زمام الأمور.
وفي اليوم المشؤوم من تاريخ اليمن المعاصر 6/2/2015م انقلب فتية الكهف على الشعب بتتويج أنفسهم حكاماً للوطن بصيغة ثورية شعبية لا توجد إلا في مخيلتهم بأنها إرادة شعب بأكمله ونحن (لا ناقة لنا فيها ولا جمل)، بل كان في ذلك اليوم الأسود انقلاباً حقيقياً على ثورة فبراير المباركة التي كانت بحق وحقيق ثورة شعب ووطن بأكمله، فاستطاع زعيمهم عبد الملك الحوثي (الأحمق المطاع) بتشكيل كل ما يراه صحيحاً وصائباً بنظره ضارباً بجميع المكونات السياسية عرض الحائط ليتوج نفسه (فرعوناً جديداً) والذي سار على خطى فرعون مصر الذي قال لقومه (أنا ربكم الأعلى) وأضاف كذلك (ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، فأخذ صبي مرَّان من فرعون مصر مثل قوله وعمل بنفس عمله بأنه هو صاحب الرأي الصائب والنظرة الثاقبة وبرهن لنا بـ(ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).
فلابد أن تعلم كما انتفض الشعب برمته وانتزعنا (صالح) من حكمه فلن نسمح لك بأن تعبث بشعب الحكمة والإيمان وسننتفض بثورة أوسع من سابقتها وسنخرجك صاغراً ونرمي بك إلى مزبلة التاريخ اليمني غير مأسوف عليك فإرادة الشعب اليمني أقوى من أسلحتك وأصواتنا صداها لها وقعاً أكبر من قنابلك وأقلامنا تأثيرها أنقى من تفجيراتك، وما عملته أنت وميليشياتك في 6 /2 دليل واضح وبرهان ساطع على أنك لا تملك أدنى مقومات العمل السياسي والتخطيط المدروس في كيفية ادارة الفرص وبلورتها في زمن انتهى فيه الرأي الواحد والرؤية الوحيدة، ثورتنا مستمرة نعيد من خلالها أهدافنا ورؤآنا الثورية التي خرجنا لأجلها قبل أربعة أعوام.
أمجد عزام خليفة
في الذكرى الرابعة!! 1057