الحوثيون وصالح سيحسمون أمر صنعاء قبل مهلة الثلاثة الأيام وأرادوا من الأحزاب أن تكون كمبارس.
وبعد الثلاثة الأيام ستتجدد القوة من جديد وسيرتب وضع هادي قوة واتجاهات أخرى.. تحدثت مصادر إعلامية أن المخابرات الأميركية أجرت- قبل يومين- تنسيقا خفي بين الحوثي وصالح للتضحية بالأحزاب السياسية واستخدامها كمبارس لإتمام عملية حسم الانقلاب على أن تعاد تشكيل القوة من ثلاثة أطراف متوازية "الحوثيون وصالح وهادي".
المقايضة الوسخة بين صالح والحوثيين ستغرق الجنوب خلال اليومين القادمين بالفوضى لمنع أي ترتيبات لتقرير المصير.
وعلى ما يبدو فإن أميركا وإيران لا تريد اليمن دولة واحدة مستقرة بل دويلات تديرها مليشيات.
وباعتقادي سيحسم المعركة من يملك القوة العسكرية والمالية ومن يحكم السيطرة على المنافذ البحرية والبرية.. ومازال التعويل حتى الآن على إمكانية ظهور قادة عسكريين جدد يمكن أن يفشلوا خطط الحوثيين وعلي عبدالله صالح.
أما الوضع في الجنوب فمن المحتمل انفجار الصراع ما بين العناصر التي أرسلها صالح بزي مدني وتتواجد في معسكرات قوات الأمن الخاص وبين اللجان الشعبية التابعة لهادي التي سرعان ما تواجدت داخل عدن.. وسيتذرع صالح بمبرر الحفاظ على الوحدة.
*حجم القوة المسيطر عليها
الحوثيون يسيطرون على جغرافيا ثلاث مناطق عسكرية الخامسة والسادسة والسابعة من أصل 8مناطق.. وهذه المناطق تمثل 70%من عتاد الجيش. والجيش اليمني يملك1200دبابة منها 840 استولى عليها الحوثي..
معيار الحسم هو القدرة على تحريك القوة.. ويمكن الإجهاز على تحريك القوة التي يسيطر عليها الحوثي من خلال الحد من تحركها وهذا رهن رصد ومتابعة دقيقة.
الحوثيون فشلوا في الحصول على غطاء سياسي جديد للحسم ولذا كان التنسيق الأميركي مع صالح لتلافي أي صراع بينهما قبل الحسم السياسي والمهلة الهدف منها تطبيع الوضع السياسي عسكريا.
تم تأجيل مارب وحضرموت من أجندة الحوثي وعفاش حتى إحكام السيطرة على الأطراف.. ومظاهرة الحوثيين أمام السفارة السعودية أرادوا إيصال رسالة للمملكة أنهم أقرب إليها عسكريا من خلال صعدة.. أيضا أميركا مازالت محتفظة بالثلاثة الرؤوس( الحوثي وعفاش وهادي).
هناك من يعول على توجهات الملك الجديد للسعودية لتغيير المعادلة السياسية في اليمن؛ كون السعودية خسرت حلفاءها السياسيين والقبليين.. فهي ستعيد ترتيب الوضع من خلال حلفاء جدد لمواجهة التهديد الحوثي العفاشي.
أيضا هناك مؤشر خطير أن المجتمع الدولي سيستمر بدعم مسرحية سيطرة المليشيا الحوثية على الدولة وإخراجها بحبكة أخرى أفصح عنها طلب بن عمر من الأحزاب تمديد مهمته سنتين.. وهذا قد يعني عودة هادي ليكون رئيسا ليس لليمن وإنما سيكون ضمن مجلس رئاسي بما يريده الحوثيون.
*متغيرات
حتى الآن لابد من حدث كبير كطوفان ينهي كل هذه القوى وأتوقع أن تكون السعودية هي من سيغير مجرى الأحداث.
لقد هان المجتمع الدولي الرئيس هادي من حيث المبدأ والموقف وهو أمر يوحي بطي صفحته ونقله إلى دور آخر لترتيب إدارة الجنوب وربما وعدوه أن يكون رئيسا للجنوب اليمني الذي يعاني التشرذم والصراع وقاب قوسين من التفكك.
وهذا ما جعل هادي يحكم السيطرة على شحنة أسلحة قدمت من روسيا إلى عدن وقد صارت الآن بيد اللجان الشعبية التابعة له وهي منتشرة حتى في عدن.
وقد يحسم الحوثي وصالح أمر هادي خلال إعادة ورقة القاعدة من جديد كونها لها ثأر مع اللجان الشعبية في حروب 2011و2012في أبين وشبوة.. أو تحت مبرر حماية المعسكرات والحفاظ على الوحدة.
وهكذا سيدخل الجنوب طورا جديدا من الحرب والفوضى نظرا لاضطراب ميزان القوة.
حتى الآن بالإمكان تكوين جبهة سياسية وعسكرية لوقف المخطط الحوثي العفاشي:
سياسيا بتكوين تحالف جديد يضم الإصلاح والناصري والرشاد والعدالة والبناء وأي مكونات أخرى وهذا لابد له من دعما إقليميا من السعودية وقطر وتركيا.
وعسكريا من خلال تجميع قوة قبائل ارحب والجوف ومارب والعوالق والبيضاء ومن تبقى من الجيش الوطني سينظم إليها.. هؤلاء سيكونون قوة لا يستهان بها إذا اجتمعت وتم تحويلها من جيش شعبي إلى جيش منظم، وهذا أيضا بحاحة إلى دعم السعودية.
أميركا أقنعت إيران أن دور المملكة انتهى بناء على ترتيبات في البيت الداخلي السعودي كان يقضي بانقلاب يقوم به متعب بن عبدالله بعد موت أبيه وهو ما يجعل إيران أن تدخل بالشأن اليمني بهذه الصورة, لكن مفاجأة سلمان قلبت الطاولة على الجميع.
ونرقب أن تنقلب الطاولة على الحوثي وصالح في اليمن.
أحمد الضحياني
السيناريوهات القادمة في اليمن!!! 1321