أصدقائي بل أحبابي، هم إخوتي، نعم كلمات لطالما أجبت الجميع عندما يسألوني من هم؟ عن ماذا أحدثكم عن جلساتنا اللامتناهية عن ضحكاتنا العالية، عن عيوننا اللامعة عند الفراق، عن حنيني اليهم في كل اللحظات، عن أفكارنا, عن بصمتنا المختلفة، صحيح جمعتنا روح العمل السامية ولكن كان سمو محبتنا وجمال أخلاقنا أسمى من ذلك بكثير، علمنا الجميع أن العمل لن يحيا إلا بيد الجماعة المحبة المخلصة للعمل، علمنا أطفالنا أننا الأماني البيضاء التي لا تسعى للمال ولا للشهرة، علمناهم أن المحبة التي جمعتنا هي كالغدير بصوته وجماله، ولكنها الحياة أخذتنا وأبعدتنا، فتظل هي الحياة تجمعنا مجددا بوسائلها المختلفة ولكنها قد أخذت منهم ما أخذت لونت أمانيهم فلا بياض ولا لون ولا غدير ولا صوت جميل، تتسابق حروف رسائلهم بالرسميات الملوثة وتتغير نبرات أصواتهم إلى مظاهر ناعية وأصوات ضحكاتهم إلى ضروريات متهاوية، يحدثوني عن أوقاتهم المضيقة بالعمل وكأني لم أكن معهم، يحدثوني بإجابات بسيطة عن سمو العمل وكأننا لم نسع يوما من أجله، هل يا ترى يهابون سلطة محبتنا المندثرة أم أنها سلطة القوانين جعلتهم كذلك؟ لا أهديهم حروفي عتاب ولكني أناشدها الوفاء لحنا، كم تمنيت أن أراهم هناك تحت ذلك الظل حيث لا قانون يشفع ولا ولد ينفع.
مروى شولق
ظننتهم أوفياء 1227