وأنا أمر في شوارع تعز – هذه الأيام- تقابلني أكثر من نقطة أمنية للتفتيش موزعة هنا وهناك..
يشعر المرء حيال هذه الاجراءات بنوع من الأمن والكثير من الارتياح، وأقول لنفسي حيال ذلك أيضاً: كم نحن ظامئون لدولة.. دولة حقيقية نشعر في ظلها بآدميتنا وبحقنا في الحياة.. وبحقنا في الحلم0
أقول هذا الكلام ووطننا الحبيب يمرّ بأخطر المنعطفات في طريقه نحو الانعتاق والخروج إلى الضوء0
أخاف عليك .... يا وطني من الصحراء
في تلك القلوب .....التي تخلو
إلاّ من الأشواك...والأحجار
ومن ليل ٍ....يراوح في أزقتها
ويغتال القمر.
الكل مصدوم بما آلت إليه الأوضاع.. تسارعت الأحداث بصورة عجيبة حتى وجدنا أنفسنا والوطن أمام الهاوية فوقفنا مشدوهين..
نتساءل.. لماذا.. ومن وراء كل هذا.. وكيف؟ وغيرها من الأسئلة، التي عجزنا وعجز الكثير من المحللين عن تفسير الحالة اليمنية وتفكيك عقدها..
(مخبوطة ٌ مخبوطةٌ مخبوطة.. لغزٌ عيينا أن نفك خيوطه
هذي البلاد شقيةٌ وكأنها.. تمضي بحبل شقائها مربوطة)
ولكن أمام كل هذا الخراب وهذا الضباب الكثيف، الذي يغطي المشهد ويحجب الرؤية.. سنتمسك بالحلم وبحقنا في الحياة
فلابد للكل – أحزاب وقوى سياسية وجماعات – التخلي عن أنانيتهم وأحقادهم وعقدهم من أجل هذا الوطن وهذا الشعب المغلوب على بؤسه.. وأيّ تخاذل منهم فإنه خيانة لله والوطن
والتاريخ لا ينسى..
شـــــــــــــــرفة:
لنلتق ِولنمسح الغبار عن ...نوافذ العيون والقلوب
ولنترك السيوف جانباً...ولنبدأ الحوار
فخلف هذا الباب...يغتلي وطن
ينام ملء بؤسهِ...وتشرب الأحزان
من دموعهِ...وتنهش النيران
في ضلوعهِ...وفي طريق حلمهِ
تستيقظ الفتن...فلتفسحوا الطريق للمياه
كي تسير...في شوارع القلوب
تغسل في طريقها ...الأحقاد.. والرماد
والإحن.. وتزرع القمــر.. وكي ينادي الحب
في الزهور الظامئات ..للحياة: حي على الوطن ..حي على الوطن!
جلال الحزمي
ظامئون لدولة! 1047