عندما تناقل الناس خبر اكتشاف أكبر بئر نفط في العالم بمحافظة الجوف،
ولا أدري من أين جاء الخبر، ولا أدري كيف يستطيع البعض أن يؤلف ويكذب ويخترع أخباراً من بطنه مش حتى من رأسه..
والله يجعله صدق ونكتشف آبار بترول وينصلح الحال، رغم اننا لا نكتشف سوى أنفاق تحت الارض لسرقة بنك أو اغتيال.. المهم أنا عن نفسي لم أصدق الخبر ولكني وجدت مادة خبرية اكتب عنها، فكتبت في الفيس بوك:
"الرجاء يا جماعة اشتي نصيبي ونصيب عيالي من البترول مش تتقاسموه بينكم ونخرج كما هي العادة من المولد بلا حمص..
فما كان من إحدى الأخوات الثائرات الغاضبة مني لأنني لم اكن مقتنعة بثورتهم وكنت أسميها فتنة، ما كان منها إلا ان دخلت وأزبدت وأرعدت وصبت عليّ جام غضبها واتهمتني بمناصرة النظام السابق، وكأن النظام اللاحق حقها قد حقق الامنيات..!، وقالت الآن جيتي تشتي نصيبك، الان قد معك نصيب وتطالبي بحقوق،
وبعد فترة من الزمن تبين أن الخبر كاذب و كذبة ابريل، ولا في بترول ولا هم يحزنون.. قلت في نفسي سبحان الله النوايا السيئة لا تجلب إلا السوء، وتجعل البترول ما يخرجش..!".
ولأن الثورات جاءت لينتقم طرف من طرف، وتتسلط جهة على جهة فشلت وتحولت من ثورات إلى فوضى و فتن و حروب، ووصلنا الى هذا الحال..
لعلك غيرت نيتك
مرَّ أحد الأمراء على بستان فأعجب به, فنزل من على دابته ودخله، ولكن لم يجد صاحبه وإنما وجد فتاة صغيرة قابلته, فطلب منها أن تحضر له عصير رمان من هذا البستان, فذهبتْ وأحضرتْ له ما يريد، وتناول الأمير الكوب وأخذ يشرب فوجد له حلاوة ومذاقاً جميلاً وكأنه لم يشرب عصيراً من قبل في حياته، ثم أمرها بإحضار كوب آخر، وحتى هذه اللحظة لا تعرف الفتاة أن الذي يحدثها وتحدثه هو أمير البلاد, وبعد أن ودعته أخذ يقول في نفسه: ماذا لو ضممتُ هذا البستان إلى بساتيني؟
ألستُ أولى بهذا البستان؟
حاجتي إليه أكثر من حاجة صاحبه أليس كذلك؟
وبينما هو مستغرق في الأحلام والخيال سمع صوت أقدامها بين يديه وهي تقول له:
تفضل يا سيدي, فأسرع في أخذه منها ووضعه سريعاً على فمه ولكن كانت المفاجأة!
لقد وجد طعام العصير حامضاً ومرّ المذاق فما استطاع أن يكمله,
وهنا توجه للفتاة في غضب وقال: كم رمانة وضعت في هذا العصير؟
قالت: خمس رمانات يا سيدي.
قال: من أي الأشجار كان هذا العصير؟
قالت: من الشجرة الأولى التي شربتَ منها العصير لأول مرة.
قال: فلماذا تغيَّر طعم العصير؟
قالت: لعلك غيَّرت نيتك يا سيدي!!
أحلام القبيلي
اصلحوا النوايا تصلح الامور 1753