لم يعد الأمر مجدياً في أن يصل حزب أو جماعة إلى دفة الحكم ولغة السلاح ليست حلاً ولا التهديد والوعيد ولا تكميم الأفواه, فالأمر مختلف تماماً, فالحل لهذا الوطن هو لغة الحوار والتفاهم والاتفاق والانسجام والشراكة الوطنية الحقيقة والتي جوهرها مصلحة الوطن وتغليبها على كل المصالح ..
إننا اليوم نعيش مرحلة جديدة ومتغيرة , فالاستحواذ على السلطة بالسلاح والقوة واحتلال المرافق والقضاء على هيبة الدولة واشاعة الفوضى والتخريب أمر مرفوض شعبياً ولن يكون عاملَ استقرار لهذا الوطن. إن السطو على السلطة بهذه الطريقة يُعد انقلاباً على المبادرة الخليجية وآليتها المزمَّنة وعلى مخرجات الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة الموقع عليها من جميع الأطراف وهذا في حد ذاته مؤشر خطير يهدد السلم الاجتماعي.
كما أن هذا السلوك يمثل أيضا انقلاباً صارخاً على التعددية السياسية وحرية التعبير, إن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى نتيجة حتمية وهي حرب مذهبية بامتياز , وكل ذلك يبرهن أن الحوثي عصابة وليست جماعة لها مشروع وبرنامج سياسي وطني ..
إننا اليوم نقف على مفترق الطرق إما القبول بهذا المشروع وهو مدمر للأمن والسلم والاستقرار والوحدة الوطنية التاريخية وإما أن نقف ونرفض كل أنواع الممارسات غير الوطنية والتي تهدف إلى القضاء على مشروع الدولة المدنية الحديثة ..
إن الحل لن يكون إلا بالحوار والتفاهم والشراكة الحقيقة التي تضع الجميع أمام المسؤولية الوطنية، أما ما دون ذلك في الحرب الأهلية بعينها ولن يكون هناك طرف منتصر فالكل خاسر والخاسر الأكبر هو اليمن وأي توهُّم للانتصار في خضم هذه الصراعات فهو ضرب من الخيال.
عبده قائد صالح الصيادي
السلاح ليس حلاً 2136