في تاريخ الحَضاراتِ هُناك بندٌ يَنُص على أنه كُلماْ تقدمت السنين وَ تقدم الوطنْ ازدهر وازدادتْ ثرواته.. و لكن تاريخ حَضارتنا يختلف بنده تماماً عن هذا.. فبند تاريخنا ينصُ وبخط عريض على أنه كلما تقدم عمر الوطن شاخ وانحنى ظهره..
وفي جغرافية الأوطان مكتوب أن البلاد الخضراء صاحبة الوجه الحسن والموارد الزاخرة هي بلاد تقع وسط بحر من النمو وتضاريسها باردة ماطرة بالازدهار طوال العام.. وفي جغرافيتنا نحن أن البلاد صاحبة تلك المواصفات تقع في الشمال الشرقي من التطور .. وفي الجنوب الغربي من الازدهار تحدها من الجنوب المصالح ومن الشمال النزاعات والحروب.. كما أنها تقع في شبه جزيرة التخلف!! وبالنسبة لجوها فجوها حار جاف صيفاً.. ماطر بالحمم شتاءً..
ويلي على وطني, ويا حسرتي على ما قد اصبح.. ويا حزناه قد تربع في الفؤاد على تلك الأر ض المباركة التي قد عاثت بها السنين فسادًا وحرك تاريخها وجغرافيتها القدر المؤلم.. وغير بنود ثقافتها الغابرون..!
لا أظن بأن هنالك حالاً أسوأ حالاً مِن حالنا اليوم, ولا شكَ في أننا من وطن ومواطنين نعاني الأمرّين في هذا التاريخ الأسود الذي قد لطخته عقول خفيفة لا تدرك انها بذلك تحفر بيدها كهفاً مظلماً عميقاً لا ندري نهايته.. وتهد بذلك بنيان السلام الذي طالما تعبنا وشقينا ونحن نحاول حمايته من الزوال..
"وطني وكأني ألمح في عينيك دمعة!!..ويحك أن تبكي عيناك وقد أصبحت بهذه السن وهذا العمر الطويل, ويحك أن تفكر يوماً بأن المحبين قد انتهى وجودهم ..فأنا والله والملايين مني نحبك!
أأبكيك أم ابكي على حالي وما قد آل إليه وضعنا اليوم.. تدهور. تخلُّف, وقمع للحريات أضف إلي ذلك الفقر الذي ينمو يوماً بعد يوم وكأنه نار ملتهبة تتغذى على البشر لتكبر أكثر و أكثر..
"سأرثيك اليوم بكلماتي وعسانا نصبح غداً على واقع أجمل"..
إيمان القاضي
وَيلِي عَلىْ وَطنِي..! 2333