اذا ذهب الشارع الجنوبي يهرول وراء القيادات الجنوبية المتصارعة لن يحقق مبتغاه من استعادة الدولة..

 تقرير مصير الجنوب الآن يفقد للمسوغات السياسية والاقتصادية والأمنية والدولية.. وما يترتب على عدم وجود هذه المسوغات أو المحددات يعني الدخول في مغامرة نتيجتها الغرق في شراك الفوضى واللا أمن وعدم الاستقرار..

وما هو ممكن الآن إعادة ترتيب مؤسسات الدولة نحو تكريس اللامركزية السياسية والتمكن من حسن إدارة الموارد الاقتصادية لتحسين الوضع الاقتصادي للجنوب..

أيضاً إرادة الشعب الجنوبي لا يعبر عنها قيادات قادت الجنوب إلى الصراعات والحروب والى فرض ايدلوجيا وضعية متجاوزة خيارات الناس لازال الجنوب يعانيها حتى الآن.. إرادة الشعب الجنوبي يعبر عنها كل الجنوبيين وليست خاضعة لسلعنه المكونات المنتشية بإهدار الذات الجنوبية..

اليوم الجنوب يقف على مفترق طرق ويحتاج إلى قيادات جنوبية جديدة وواعية وبحاجة إلى زخم شعبي جنوبي واعٍ ومدرك؛ واعٍ يعي المخاطر والمهددات ومن ثم يتحرك برؤية تمكنه من السير في مسار واقعي، وادراك أن اللحظة الفارقة والتاريخية للوصول للدولة ليس عن طريق الجغرافيا وإنما عن طريق نظام الحكم وحل مشكلة السلطة والثروة لتكون الفدرالية حل لمشكلة إدارة الدولة وليس للجغرافيا.

يجب أن يدرك الجنوبيون أيضاً أن هذه اللحظة لا بد لها من مركب سياسي واجتماعي وزمن محدد وعليهم ألاّ يأخذهم الانتشاء الفوري لاستقالة الرئيس هادي أن يفرطوا بنضالهم.

هناك اليوم قوى إقليمية ودولية تترقب وتحاول اللعب بمشروع تقرير المصير في الجنوب عبر شخصيات جنوبية لها ارتباطها الدبلوماسي الخارجي, ليصبح خيار الإقليمين في الجنوب هو الوارد وليس إقليم الجنوب ككل.

وهذا يضع الجنوب في خانة التقسيم مجددا والعودة إلى مشكلة السلطة والثروة من جديد و من بوابة الجغرافيا الجنوبية.

إن الطريق الأنسب الآن الذي يجب أن يعيه ويعمل من خلاله جميع الجنوبيين أحزاب ومكونات ومنظمات وسلطة هو المحافظة على ما تبقى من مؤسسات الدولة وعدم الدخول في منزلق للفوضى الأمنية وعدم الدخول في صراع أو نزاع مع الجيش والأمن أو مضايقة الشركات الجانبية العاملة في الاستخراجات النفطية والمعدنية وتركها تعمل كما هي.

إن الجنوب اليوم بحاجة إلى عقل يفكر ويدير اكثر من أشياء أخرى ،شريحة التغيير التي خاضت نضالها 8سنوات يجب أن تتوج بشريحة البناء وهذا ما يجعل متطلبات وجود عقول جنوبية تفرق بين الشريحتان ومتطلبات المرحلة ولا يمكن أن تحل الأولى مكان الثانية أو الثانية مكان الأولى.. الأولى زرعت والثانية تجني ولكن لصالح كل الجنوبيين في ظل دولة اليمن الاتحادية..