ذكرنا في الحلقات السابقة الرد من الكتاب والسنة والإجماع على من لم يكفّر منكِر نبوة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام وذكرنا إجماع الأمة على كفر من لم يكفّر الكافر برسول الله- صلى الله عليه وسلم-..
وفي هذه الحلقة الأخيرة أذكر الرد على من لم يكفّر الكافر برسول الله من الأدلة العقلية, وقد يستغرب البعض من نقاشي هذه المسألة أو جعلها "5" حلقات وأقول لهم: ستحتاجون هذه الحلقات أو مضمونها عندما تناقشون بعض المثقفين الملوثين فكرياً وتجدونهم يسخرون منكم لتكفيركم الكافر برسول الله, إنها مسألة إيمان وكفر وقع فيها كثير من مثقفينا المتغربين.. وإلى الأجوبة العقلية:
* لو كان الكافر برسول الله مؤمنا لما أرسل الله رسول الله للعالمين, فالعالم قبل بعثته وإلى الآن مؤمن بالله على حد زعمكم على اختلاف أديانهم حتى عبّاد البقر يؤمنون بالله ولا ينكرون وجود الله إلا شرذمة ملحدة لا وزن لها, فما الداعي لإرسال رسول لمن يكفيه إيمانه للنجاة ولا يضيف الإيمان بالرسول- صلى الله عليه وسلم- إليه شيئا!!
*لو كان الإيمان والكفر برسول الله سواء في استحقاق الثواب في الجنة والنجاة من العقاب في النار لكانت بعثة رسول الله عبثا - نستغفر الله- وإتلافا للنفوس والأموال في تحصيل حاصل ونشر ما لا يجب نشره وإلزام الناس بما لا يجب إلزامهم به وهذا عبث ينزه الله ورسوله عنه..
*إذا نظرنا لحال الكفار برسول الله- صلى الله عليه وسلم- لوجدناهم يعتقدون ما يكفر به المؤمن برسول الله لو اعتقده كاعتقاد صلب المسيح أو ألوهيته الخ ويقولون ما يكفر به المؤمن برسول الله لو قاله كالقول بحل الحرام من زنا أو ربا أو خمر.. الخ ويفعلون ما يكفر به المؤمن برسول الله لو فعله كالسجود لصنم أو صليب أو بقرة.. الخ, فكيف يصح عقلاً ومنطقاً أن يكون مؤمناً من يعتقد ويقول ويفعل ما يكفر به مؤمن آخر إن اعتقده أو فعله أو قاله وكيف يكون الشيء نفسه سبباً لكفر بعض من فعله وهم من آمن برسول الله وسببا في نفس الوقت لعدم كفر من فعله وهم من كفر برسول الله وكيف يصح عقلا أن يكون الإيمان برسول الله إيمانا صحيحا والكفر به إيمانا صحيحا يجتمع المؤمن والكافر به إخوانا على سرر متقابلين؟!..
* أليس ظلما أن يستمتع الكافر برسول الله بكل المحرمات ويرتاح بترك كل العبادات من صوم وصلاة وقيام وحج.. الخ ويلتزم المؤمن برسول الله بترك كل المحرمات وفعل كل الواجبات ثم يستويان في دخول الجنة!! أين العدالة والمساواة بل أين حقوق الإنسان وسيادة القانون, فالقوانين الأرضية في العالم لا تسوي بين الملتزم بقوانينها والمنتهك لها (أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون)..
* أخيرا من لم يصله الإسلام بعد بعثة رسول الله وإلى الآن أو وصله مشوها ولم يتمكن من معرفة حقيقة الإسلام هذا يعامل في الدنيا معاملة الكافر فلا يصلّى عليه ولا يقبر في مقابر المسلمين ولا يترحم عليه الخ وفي الآخرة- الصحيح والله أعلم- أنه كأهل الفترة يختبره الله فإن أطاع دخل الجنة وإن عصى دخل النار وهذا هو الراجح ودلت عليه السنة الصحيحة وعليه كثير من الأئمة, أما من عرف الإسلام أو تمكن من معرفته بشكل صحيح كأغلب الكفار في زمننا هذا وأعرض عنه إهمالا أو عناداً فهو كافر في الدنيا والآخرة بالإجماع.. والله أعلم.
* نصائح
1) لمثقفينا وشبابنا المتغرب: اتقوا الله في أنفسكم ولا ترتدوا بقولكم إن الإيمان برسول الله ليس شرطاً لدخول الجنة, فهذا كفر أكبر مخرج لكم من الإسلام بلا خلاف..
2) ولمن يعجب بمقالة أو كتاب أو كلام لا يكفّر الكافر برسول الله ويثبت له دخول الجنة: هذا الإعجاب إن كان موافقة ورضا به عن اعتقاد وعلم فهو كفر إجماعا فاتقوا الله ولا تغامروا بآخرتكم..
3) أنصح كل المنفتحين والمجددين والمتنورين الذين لإيمان الكفار برسولنا مثبتين وعلى نجاتهم من النار مصممين اقرأوا كتاب العلامة القرضاوي (موقف الإسلام العقدي من كفر اليهود والنصارى).. لا أظن أنكم تتهمونه بالتطرف أو أنكم تزعمون لأنفسكم أنكم أعلم منه.. هدانا الله وإياكم وحفظ إيماننا وإيمانكم..
الشيخ / علي القاضي
ضلالة عدم تكفير الكافر برسول الله (5) 1503