على مر التاريخ القديم كانت مأرب محطة تاريخية هامة ومركز النفوذ والقوة ، ورمز للحضارة والتقدم ... وشهدت لحظة زمنيــة حاسمة خلدها القرآن الكريم من فوق سبع سماوات وذكرها الله سبحانه وتعالى بعد قرون من الزمان...
وتجلت الحكمة اليمانية على يد الملكة/سبأ ورجال اليمن المخلصين وعقليتهم الذكية التي هدتهم إلى الإيمان بالنبي سليمان عليه السلام, وأنقذت مملكتهم وبلادهم من طقوس الوثنية...
ثم خصَّها الله بجنتـين لم تحظَ بهما أمة من قبل، ورزقها من الطيبات وأنعم عليهم بالخيرات ...
وهكذا ظلت مأرب رمز للعلوم والحضارة ، ومكان العطاء والشهامة , فسمت أخلاق الرجال، وتزيَّنت عقول النساء بالعلوم والمعرفة فصارت كل أم مدرسة وتعلم الأطفال عن آبائهم جيلاً بعد جيل أخلاق الأبطال، وسمات الفرسان، وصفات العرب، فلا يبارَون في المعارك والقتال ، فهم أسود وقت النزال، أبطال في الميدان، وكذلك أخلاقهم بالعطاء والشهامة والكرم والسماحة والوفاء والصدق والبر.. ووو غيره من أخلاق الصالحين.
وقد عايشت الكثير من أبناء مأرب فما وجدت غير هذه الأخلاق والصفات والمكارم والسمات ، أسود حرب وأبطال قتال، وعشاق للمساجد والمحراب، جليسهم القرآن ورفيقهم الاستغفار, هم أبناء السنة وأحفاد الصحابة والتابعين وأبناء العرب الأصليين.
الآن مأرب هي ما بقت لنا من ميراث تاريخنا العريق، وأمجاد عهدنا القديم. وسلالة عرقنا المجيد.. هاهي اليوم مأرب الحضارة.. تتكالـب عليها كلاب المجوس، والذئاب وتكشِّر أنيابها للانقضاض على التاريخ والحضارة والمجد والعلوم...
هكذا هدفهم, وهكذا صرخ سيدهم، واصفا أبناء مأرب بالإرهابيين والمجرمين وأن محافظة مأرب أصبحت مأوى للإرهاب والإجرام،، يهدف من ذلك إلى إلقاء ذريعة لدخوله مأرب أو هكذا يفكر..
الحوثيون يسيرون وفق مخططٍ خارجـي وهم عبيد الخارج، وقد جاءتهم الأوامر مؤخراً بغزو مأرب بعد أن تم استنزافهم في المعارك السابقة، وتعرَّضت إيران لضربة اقتصادية بسبب انخفاض سعر النفط، ولم تجد ما تعوِّض به خسارتها سوى توجيه المليشيا الحوثية إلى آبار مأرب والجوف، وهذا هو السبب الرئيسي...
الحوثيون يعلمون أنها ستكون حرب شرســة وحتمية، وقد تكون المعركة الأخيرة لمسيرتهم المزعومــة.
لذلك يلجـؤون إلى الحرب الإعلامية والتهويل الإعلامي لبث الرعب وخلق الذعر في نفوس أعدائهم. وقد نجحت هذه الأساليب في معاركهم السابقة، إضافةً الى وجود قيادات مؤتمرية "خائنة" ساعدتهم على دخول المحافظة السابقة...
ولكن الآن هم أمام عقبــة كؤود ومحافظة عريقة، وقبائل شرسـة ورجال مخلصين.. إضافة إلى عزيمتهم القوية وعتادهم القوي، وروحهم المعنوية وممارستهم الحروب، يحضون بدعم شعبي كبير.
فاعلم أيها المختبــئ في كهوف الجبال أن مأرب ليست كما تتصــور أو كما خيِّل لك أنهم وجبــة دسمة مليئة بالنفط والغاز, ولا تنسى أنها اسرع للاشتعال ؟.
فمأرب مهد التاريخ فقبل 3000 سنة كانت مأرب سيدة العالم وعرشــه المسيطر, وكانت سيدة العلم والحضارة والتاريخ وكانت مدرسة للعلوم..
يا من تتشـدَّقون بنســب الرسول، وتنســبون أنفسكم إليه، زوراً وبهتاناً، فاعلموا أن مأرب قد خصَّها من فوق سبع سموات، وذكرها في كتابه الكريم، وامتدح مملكة سبأ وأشاد بقوتهم وعظمتهم..
فهـــم "أولو قوةٍ وأولو بأسٍ شديد) !!!
أنور سلطان الشرعبي
مأرب رمز القوة ومهد الحضارة... 1251