ماذا عسانِي أكتبُ عنكَ وقدْ عجِزَ وَحي القلم مِن أن يخطْ؟ وماذا علّني أقول؟ وقد فشلت في أن أجد لغة تليق بمقامك الشريف؟! عفوك عني سيدي فأنا لست بتلك الفصاحة التي ما يمكنني أن أكتب فيك.. وأنا لست بتلك البلاغة التي قد تفي ولو بمثقال ذرة من أن تعطيك جزءًا ولو قليلاً مما تستحق! عفوك عني يا رسول الله..
والله إني لا أدري ماذا عساي أكتب وقد تقهقر القلم مراراً وأنا أحاول أن أعبر لأفصح عن شيئاً من ذلك الحزن الذي أصابني بسبب أولئك السفهاء الذين دائما ما يضربون على الوتر الحساس لدى قلوب المسلمين..
مشاعر تأبى أن تكشف نفسها على ورقة!! ولو فعلت لاشتعلت الكلمات فيها اتقادًا.. وأفكار متضاربة سلبتني حرية التعبير.. من أي جانب أبدأ و أي جملة تكون كفيلة بأن تصف حبي لرسول الله؟ وأي الجمل تستطيع أن تبين مدى بغضي وكراهيتي لأولئك الحمقى!
أي العبارات تليق أكثر؟ هل أقول "وجعٌ قد أصاب عمق الوريد لأنزف قهراً"...
أو الأنسب أن أبدأ "كان ذلك الألم الذي قتلني حين تشبثت مخالب الدناءة في عنقي...لا.. هما ليستا بالمعنى الحق ليكون هو ما يلخص شعوري.. فالذي أحس به أكبر من أن يلخص في جملة!
فالمعاناة أكبر من أن تحكى.. والألم أقسى من أن يُكتب عنه.. وحبيبي أكبر من صرف بعض الحروف لأواسي به حالي لأجله.. وأولئك أصغر بكثير من أن أحزن بسببهم.. وقفت على جملة تقول "قبح الله وجوهاً تسخر من أسيادها" علها تأتي بمعنى مرضٍ لأنفس عن حنقي الشديد.. أهو عيب أن أقول الحق جهرا؟ والحق أنني قد عجزت الكتابة اليوم فموضوعي أعظم من أن أتطرق للكتابة فيه.. هو من أجل "الحبيب صلى الله عليه وسلم" وأنا ما زلت طفلة صغيرة لا أفقه شيئا لأكتب فيه.. فلو عرفوه لشلت أياديهم حرجاً ومهابة من مقامه.. لكن الشرف لم يكن حليفهم ليحظوا به..! وينتموا لدين "محمد"...
هم يحاولون أن يقدحونا في شخصك.. ولكن هيهات أن ينالوا منك فأنت الرحمة المهداة للعالمين.. لك عدوان أحدهما من أبناء جلدتنا.. يسيئون إليك حجة المحبة.. فيرتكب أفضع الجرائم في حق لا ترضى أنت عنها.. أما الثاني فهو غريب حاقد لا يفقه فيك شيئا ولا يدري كم أنت محبب والسلام.. ولو علم لن يسعه إلا أن يتبع نهجك..
اتبع آثاره صلى الله عليه وسلم..
وإلا غرقت في بحار الهلاك وأخذت الأمواج المتلاطمة بعيدا عن مرأى الراحة.. وتهت في صحارى الضنى والاكتواء منفرداُ في حياتك لا تمشي, وعن آثار دليلك القويم لا تنكص, واجعل نهجه لك دربا مكللاُ بالورود.. وردد في جوفك دائماً "رضيت بالله رباً, وبالإسلام ديناً.. وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
إيمان القاضي
إلَيكَ رَسوْل الله.. 1106