اشتد النقاش واحتدم بينهما بشكل لم يحدث من قبل.. هذه المرة تغيرت الجُمل المستخدمة في الحوار وزادت قسوتها, قال لها:" اخزي الشيطان يا مرأة" قالت طلقني, قال لها: أنت طالق بالثلاث.. مرت الأيام وشاءت الأقدار أن يلتقيا ثانيةً, سألها عن أحوالها؟ قالت: أعيش وحيدة بعد أن تزوجت بآخر وانفصلنا.. قالت: وأنت؟ قال: ضائع!! قالت: أنت السبب في ما آل إليه حالنا, قال: كنتِ دائماً تضغطين على أعصابي دون مراعاة لما أعيشه من ضغوط الحياة التي تطحنني, قالت: أنت لم تكن ترغب في مشاركتي المسؤولية وتركت مشاكل الأسرة لأحملها على كتفي وحدي, قال: كنت أدور في السوق لكي أستطيع أن أُلبِّي طلباتكِ أنت والأولاد ولكنكِ لم تقدرِّي تعبي, قالت : هذا قدرك.. قال: كل الأزواج يتشاجرون.. وقال: لكن للصبر حدود, قالت : حدود الصبر لك وحدك.. قال: كنتِ دائمة الشجار في أوقات كنت أنا بحاجة إلى صدر حنون.. في حاجة إلى كلمة تخفف عنِّي معاناة اليوم.. قالت: لم تكن تعطيني الفرصة؛ فقد كنتُ أنا أيضا في حاجة لمن أتكلم معه, قال: ضغطك عليَّ زاد لدرجة لا تُحتمَل.. قالت: أنا أم أيامك وحبيبة الأيام الخوالي, قال: تحمَّلت كثيراً لأني أحبك.. قالت: ومن يحب ينطق بكلمة الطلاق لمجرد مشاجرة, كان يمكن أن تمر بسلامة.. قال: أنت طلبتها بنفسك.. قالت: وأنت العاقل استجبت فوراً لنداء هدم الأسرة وتشريد الأولاد.. قال: لحظة شيطانية, قالت هل ندمت عليها.. قال: هل تقبليني زوجاً لك؟.. قالت: هذا قدري.. قصة من الواقع.
أحمد عبدربه علوي
قالت هذا قدري.. 1199