مشاهد موت شباب في عمر الزهور على الحدود مع "الجارة" يا لها من صور تدمي القلب..
فما أشد قسوة من أن تلجأ إلى جارك في وقت الحاجة فينهرك ويمارس اشنع الأفعال لتتراجع عن حدود داره!..
وما اكثر ألماً من انك كنت دائم العطاء اليه ولكنه في وقت احتجت اليه استغلها فرصة لإذلالك وإهانتك..
يا لهُ من شعور مؤسف يعاني منه كل اليمنيين.. ويا لها من خيبة قد اصابت عمق الوريد!..
الى اولئك المعذبين في الحدود اكتب.. والى اولئك الفقراء الذين قد ساقتهم ظرفهم واجبرهم ضنك العيش إلى أن يلجأوا مكرهين إلى الجوار.. اليهم اسطر حروفي.
صبراً اهل بلدي إن الصبح لقريب, وصبراُ يا وطن فإن الأماني لا تغيب.. فمهما طال الظلام, فلابد لشمس الحياة الهنيئة أن تشرق..
إن من يقرأ تاريخ اليمن قديماُ, ويشاهد حاضرنا ليعجب كل العجب على ما قد اصبحت عليه هذه الأرض المباركة من معاناة وحرمان..
"وطنٌ" لا يستحق الضياع.. وأرضٌ لا تستحق الجفاف من الازدهار.. وشعبٌ لا يجب عليهِ أن يكون جاهلاً..
لدينا مِن الإمكانيات ما تكفينا وتسد حاجيتنا عن اللجوء الى الآخرين.. ولكن يبدو أن سوء الاستغلال واستنزاف اوكسجين الأمل لهذا البلد قد اصبح حرفة سهلة يجيدها جُل أبناء الوطن.!
شعبٌ ابتلاه الله بالويل والثبور وعظائم الأمور "جهل, فقر, ومرض" زد على ذلك فسادٌ مستشرٍ اكل الأخضر واليابس.. بالإضافةِ الى حروب عبثيةٍ انهكت حمل هذا الشعب..
تجاوز كل ذلك كان بإمكانه القفز باليمن الى مصاف الدول المتقدمة وجعلنا نستغني اللجوء إلى جيران جاحدين نسوا حق الجار للجار..
في الختام أقول للجارة "الشقيقة": دوام الحال من المحال.. وجارك القريب خيرٌ من حليفك البعيد.. والأيام دول والله المستعان..
إيمان القاضي
غُربة وَطنْ...! 1179