كليه الشرطة تفتح أبوابها للتسجيل, من هنا كانت البداية بل نهاية البداية وبداية النهاية, من هذا الإعلان بدأت قصة شباب مُنهَك ومرهَق ومُتعَب في وطن يسكنه البؤساء وتحتل أرضه الأحزان, لم تصدق آذانهم الخبر ولم يستوعبوا المفاجأة,
حلم لطالما تمنَّوه وأمنية ربما تتحقق, وفي أسرع وقت ممكن تقدموا للتسجيل, استيقظوا في الصباح الباكر والأمل يزقزق على شجره الاحلام, وشمس الفرح ساطعة في سماء الآمال, ربما لم يتناولوا طعام الإفطار لشدة القلق من نتائج التسجيل
وربما ودعتهم أمهاتهم بدعوات بالتوفيق والنجاح, لبسوا ثيابهم وتعطروا وتجمَّلوا وكان أقسى ما يتوقعونه أن لا تُقبَل أسماؤهم في الكلية.. ليت شعري بماذا كانوا يحلمون؟ وبماذا كانوا يفكرون؟ وماذا كانوا يتوقعون؟
بالتأكيد لم يكونوا يتوقعون أن هناك من يتربَّص بهم ويعد الدقائق والثواني ليغتال أحلامهم ويسرق حياتهم ويذبح شبابهم
ويزرع الحزن والكمد في قلوب أمهاتهم وآبائهم وكل من يُحبُّهم. لم يكونوا يتوقعون أنهم وبعد دقائق معدودة سيتحولون إلى قطع لحم متناثرة, وأشلاء متطايرة وجثث محترقة ممزقة.. لم يكونوا يتوقعون أن الأرض سترتوي من دمائهم
أو أنهم سيصبحون أثراً بعد عين و مادة إخبارية في نشراتنا الرئيسية, ومجرد قضيه تُقيَّد ضد مجهول, وأنهم سيصبحون ضحية الإرهاب الملعون, لعن الله من ابتدعه وأسَّسه. و هكذا تُغتَال الأحلام في بلادنا.. هكذا تُقتَل الأفراح في ساحاتنا.. هكذا يوسِّعون جراحنا.. هكذا يرقصون على جثثنا.. باسم الدين تارةً وباسم الوطن تارة أخرى.. ولكن من هو المجرم؟
ولماذا؟ وبأي ذنب قتلوا؟ وأي جُرم ارتكبوه؟.....
كل هذه الاسئلة حتماً سنعرف إجاباتها بين يدي أعدل الحاكمين و رب العالمين "وعند الله تجتمع الخصومُ".
أحلام القبيلي
قتلوهم قاتلهم الله! 1547